فلما جاءه (١) هذا الجواب ، استدعى الباشا مولانا الشريف عبد المحسن بن أحمد بن زيد هو وجماعة (٢) من الأشراف. وحضر قاضي جدة ، وجماعة من بياض (٣) الناس ، فألبسه الوزير قفطانا فروا سمورا [عظيما](٤) ، وولاه شرافة مكة. ودعت له الأشراف بالعز على قواعدهم السالفة.
فخرج من عنده في آلاي أعظم والخلق بين يديه من عساكر وغيرها ، ومعه الأشراف ، إلى أن وصل سبيل محمد جاووش خارج جدة. [ثم](٥) نادى مناديه في الشوارع له بالبلد ، والأمان والاطمئنان ، ووضع يده على البندر ، ورفع يد وزير الشريف سعيد وهو حسن بن علي الفيومي ، ورفع جميع المباشرين الذين من جهة الشريف سعيد ، وأجلس آخرين غيرهم (٦).
ثم ان الوزير سليمان باشا ، هيأ لمولانا الشريف عبد المحسن كلّ ما يحتاج إليه الملك من نوبة ، وصنجق ، وسعاة ، وعساكر دبابة ، وخيالة (٧) ،
__________________
(١) في (أ) «جاء». والاثبات من (ج).
(٢) هم السادة الأشراف الذين دخلوا جدة معه ، وهم : السيد عبد الكريم بن يعلى ، والسيد أحمد بن هزاع ، والسيد عبد الله بن سعيد بن شنبر ، والذي مر ذكرهم آنفا. وعن هذه الأحداث ، انظر : أحمد زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ١٣٢ ـ ١٣٣.
(٣) فضلاء الناس وخيرهم ، لأن بياض الناس تعني نقاء العرض من العيوب والكرم. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٢٩٦ ، إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ١ / ٧٨ ـ ٧٩
(٤) ما بين حاصرتين من (ج).
(٥) ما بين حاصرتين من (ج).
(٦) المقصود هنا أن الشريف عزل الموظفين الذين كانوا في عهد الشريف سعيد ، وعين موظفين من قبله.
(٧) في هذه الفقرة يوضح لنا السنجاري المكونات التي كانت في الموكب الشريفي.