ـ «إن كنتما تريدان / ذلك ، فابعثوا رجلا من جهة القاضي ، ومن كلّ بلك من العسكر (١) رجلا يشرفون على ما بيدي من الأوامر».
ثم انقطعت بينهما الوسائط ، إلى أن وصل مولانا الشريف عبد المحسن من جهة جدة متوجها إلى مكة ، وذلك يوم السبت ثاني عشر ربيع الأول ، ومعه الجموع والأشراف ، إلى أن وصل وادي الجموم (٢).
فخرج إليهم الشريف سعيد بمن معه من العساكر المكية والمصرية ، ونزل بطوى ، وأخذ الشريف سعيد ما يلي الحجون الصغير (٣) ومعه عبيده ، وجماعة من اليكون (٤) ، ومعهم محمد بن جمهور العدواني شيخا عليهم ، وفرقت على الجبال المطلة على أبي لهب بعض العبيد ، وجماعة من يافع والجبالية.
ولما كان يوم الأربعاء سادس عشر ربيع الأول : سار الشريف
__________________
(١) في (ج) «العساكر».
(٢) الجموم : جزء من وادي مر (وادي فاطمة) على طريق مكة إلى المدينة على ٢٢ كلم ، وهي قاعدة وادي مر. ومعظم سكانها من الأشراف ذوو حسين من ذوي بركات. السباعي ـ تاريخ مكة ٢ / ٣٦٩ حاشية (٢) ، حمد الجاسر ـ المعجم الجغرافي ١ / ٣٨٣ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٢ / ١٧٦ ـ ١٧٧.
(٣) الجون الصغير ، المعروف بريع الكحيل ، وكان يسمى بالثنية الخضراء ، ثم سمي الحجيل تصغير الحجول. كما هو في لغة أهل الحجاز للحجون. الأزرقي ـ تاريخ مكة ٢ / ٢٩٧ حاشية (٤) ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٢ / ٢٣٨.
(٤) ربما تكون «النفعة» ففي (أ) «اليكون». ومطموسة في (ج) ، وفي زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ص ١٣٤ وردت نفس الجملة هكذا : «وأخذ الشريف ما يلي الحجون ومعه عبيده وجماعة من النفعة». النفعة : أحد فرعي البطنين من بني سعد من برقا في عتيبة. فؤاد حمزة ـ قلب جزيرة العرب ١٨٧ ـ ١٨٩ ، البلادي ـ معجم قبائل العرب ٣ / ٤٩٦ ، شرف البركاتي ـ الرحلة اليمانية ١٣٠ ـ ١٣١.