قريبا من السد ، وذلك [ليلة](١) التاسع من شوال. فخرجت صبيحتها ، يوم التاسع من شوال ، نحو ستين مقاتلا من هذيل ، إلى أن وصلت إلى المعابدة ، فوجدوا هناك حيا من عتيبة ، وفيهم الحرامية وأكثر قطاع الطريق ، وفيهم هنيدس الروقي فقتلوه ، وقتلوا معه نحو سبعة أنفار من عرب عتيبة ، وطرحوهم في الطريق ، ورقوا جبل الخندمة (٢) وصرخ صارخهم ، فارتجت لهم الأرض.
فركب السيد أحمد بن حازم في جماعة من الأشراف ، فأعطوهم الأمان ، فلم يأمنوا ، لأن / عتيبة اجتمعت منهم فرقة بالمعابدة ، فلم تزل بهم الأشراف حتى رضوا عند العصر ، فأخذوا هدنة عشرة أيام ، ونادى أحمد بن جازان لهذيل أنهم في أمانه وفي وجهه ، ثم إن عتيبة رحلوا غضابا ونزلوا بالخبت على غير رضى ، واستمر الحال والخوف إلى أن دخل الشريف عبد الكريم وكان ما كان (٣).
ثم إن السيد عبد المحسن بن أحمد نادى لعرب (٤) هذيل وعتيبة ، بأن الكلّ في وجهه ، لا يمدّ أحد منهم يده على رفيقه.
وفي يوم إحدى وعشرين من شوال : ورد إلى الشريف عبد المحسن
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) الخندمة ، بفتح أوله وإسكان ثانيه بعده دال مهملة مفتوحة ثم ميم ، دخل منها خالد بن الوليد يوم فتح مكة المكرمة. انظر : البكري ـ معجم ما استعجم ٢ / ٥١٢ ، الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ٢٢٢ ، البلادي ـ معجم معا ـ الحجاز ٣ / ١٦١ ـ ١٦٣.
(٣) وكان ما كان ، أي من دخول الشريف عبد الكريم إلى مكة.
(٤) في (أ) «العرب». والاثبات من (ج).