اللقا ، لما فيه من حوائج المقضية (١).
فبعث إليه إيواز بيك بما يليق من مقامه من جهازه وخدمه وطعامه.
فأقبل إليه في أردية الإقبال محفوفا بالعز والرجال ، فخلع عليه قفطان الشرافة الوارد صحبته مع محمود آغا ـ أحد أغوات السلطان أحمد خان ـ ونادى له بينبع.
ولما كان يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي القعدة عند طلوع الشمس : ورد مكة سبعة أنفار من غزى (٢) مصر من كل بلك رجل.
ودخلوا (٣) / إلى قاضي مكة ، وبيدهم كتب من الشريف سعيد ، ومن إيواز بيك ، وفيها خطاب لقاضي مكة وللسرادير (٤) مضمونها :
«إن السلطنة قد أنعمت بالشرافة لمكة على الشريف سعيد.
ـ فأنتم أطيعوا الله والرسول والسلطان ، وإياكم والمخالفة.
ـ وقد ألبسناه قفطان الشرافة ، الذي ورد علينا به محمود آغا صحبتنا ـ وهو أحد أغوات السلطان أحمد ـ وهو وارد صحبتنا ، ووقع هذا حال وردنا ينبع ثالث ذي القعدة». فوقعت بمكة بموجب هذا الشأن رجة عظيمة.
فلما بلغ ذلك الشريف عبد الكريم ، أرسل إليهم ، وهمّ بقتلهم ،
__________________
(١) في (أ) «المقتضه». والاثبات من (ج).
(٢) الأتراك المقيمين بمصر.
(٣) في النسختين «دخل». والتصحيح من المحققة للسياق.
(٤) في النسختين «سرادير» جمع «سردار».