فلما شارف الشريف جدة ، زحف إليه الشريف عبد الكريم بمن معه ، فركب إليه جماعة من كبار الأشراف يصدونهم عن الملاقاة (١) ، لأن الشريف سعيد لامهم ، وظن أن ذلك منهم عن تواطؤ (٢).
فلحقوا بالشريف عبد الكريم ، وطلبوا منه أجل (٣) ثلاثة أيام" ، حتى ننظر في أمرنا معه ومعك».
فأجابهم إلى ذلك ، فرجعوا إلى الشريف سعيد ، وأخبروه" بأن [الشريف](٤) عبد الكريم مقاتلك بعد أن خرجت إليه ، فإن لم تصلحه ، وإلا فلا (٥) بعد هذا إلا الملاقاة (٦) ، وقد أخذنا لك أجلة ثلاثة أيام».
فجلسوا معه مجلسا ، واشتوروا فيما بينهم ، فرأوا (٧) : «أن يجعلوا له الشام (٨). وأن يجعلوا له كل شهر ألف شريفي أحمر ذهب ، وأن يقيم حيث شاء غير مكة ، إلى أن تأتيه أجوبة كتبه من الأبواب».
فرضي الشريف سعيد بذلك ، فرجعوا إلى الشريف عبد الكريم ، [وأخبروه](٩) ، فقال : «إنه فينتقض (١٠) هذا القول ولا شك».
__________________
(١) في (أ) «الملاقات». والاثبات من (ج).
(٢) في النسختين «تواطىء».
(٣) في (ج) «أجلة».
(٤) ما بين حاصرتين من (ج).
(٥) في (ج) «وان لا».
(٦) في (أ) «الملاقات». والاثبات من (ج).
(٧) في (أ) «فروا». وفي (ج) «فراوا». حيث أهملت الهمزة.
(٨) الشام : المناطق الشمالية من الحجاز.
(٩) ما بين حاصرتين من (ج).
(١٠) في (ج) «ينقض».