مقومة بمال كثير ، نحوا من أربعين ألف أحمر ، لكونها مرصعة بالفصوص من الألماس واليواقيت وسائر أنواع الجوهر ، ولها قوائم من الذهب وجوفها مملوء من العنبر ، وهي في غاية الصنعة والحكمة.
ونسبوا شيخ الحرم (١) إلى التقصير في حفظ مهمات الحرم النبوي ، وشاع هذا الأمر عند الخاص والعام ، فأتى بعض الناس إلى شيخ الحرم ببعض فصوص من الياقوت والألماس وقال له :
«أنظر هذه الفصوص لعل فيها شيء من فصوص الشمامة ، فإني اشتريتها من فلان أغا تابع الخزندار».
فلما علم الأغا البائع لهذه الفصوص أن الأمر انكشف ، اختفى جهة العوالي (٢).
فمسكوا اثنين من أصحابه ، وقرروهم ، فأقر أحدهما (٣) بأن الأغا الذي باع الفصوص اختفى بالمحل الفلاني بالعوالي ، فمسكوه ، وأتوا به إلى شيخ الحرم ، فأوجعوا الجميع ضربا ، فأقروا :
«بأننا أربعة أنفار الذين (٤) فعلنا هذا الأمر (٥) اثنان من الأغوات ، واثنان من المستورين ، وسموهم له ، وأن هذا الفعل وقع في العام الماضي
__________________
(١) شيخ الحرم محمد أغا.
(٢) وهو جمع العالي ضد السافل وهو ضيعة بينها وبين المدينة أربعة أميال ، وقيل ثلاثة. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٤ / ١٦٦. ويذكر البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٦ / ١٨٥ ـ ١٨٦ أنها أعلى المدينة حيث يبدأ وادي بطحان الذي يسمى اليوم أبو جيدة وهي أراضي زراعية. واليوم هي جزء كبير من المدينة المنورة.
(٣) في النسختين «أحدهم». والتصحيح من المحققة.
(٤) في (ج) «الذي».
(٥) في (أ) «واثنان». والاثبات من (ج) للسياق.