الشافعي (١) لخلل وقع فيه ، ولم يزالوا إلى أن خلصوا منه.
وما كان من السيد أحمد : فإن مولانا الشريف بعث خلفه ابنه السيد عبد المحسن ، ومعه السيد ناصر الحارث ، وبيرق (٢) عسكر ، وبعض أشراف ، فانتهى بهم السير إلى ينبع. فسار بهم السيد أحمد ومن معه [إلى](٣) مرحلتين من ينبع واستمر هناك ، وجاء الخبر بأنهم بعثوا كتابا ورسلا إلى صاحب مصر (٤).
ثم جاء الخبر أنهم ارتحلوا إلى جهة جهينة (٥).
وفي هذه المدة وفد على مولانا الشريف بعض عرب من تلك الجهة ،
__________________
(١) مقام الشافعي : وصفته : تبرتان عليها عقد لطيف ، مشرف من أعلاه ، مبيض بالنورة ، وخشبة معترضة للقناديل وهو خلف مقام الخليل عليهالسلام. ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢٠٩. ولا يظهر المقام في الوقت الحاضر لأنها أزيلت في توسعة الحرم وكل هذه المقامات الأربعة أزيلت ضمن توسعة الحرم الشريف.
والمقامات الأربعة هي : الشافعي. والحنبلي ـ والحنفي ـ والمالكي.
(٢) بيرق : راية أو علم. وهي إحدى الرتب العثمانية العسكرية ، ومعناها حامل العلم أو الراية. إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ١ / ٥١.
(٣) ما بين حاصرتين من (ج).
(٤) صاحب مصر هو : حسن باشا السلحدار. أحمد زيني دحلان ـ تاريخ الدول الإسلامية ١٠٦.
(٥) جهينة : هم حي من قضاعة كانت منازلهم بين ينبع والمدينة إلى وادي الصفراء جنوبا ، والعيص وديار بلي شمالا على الساحل الشرقي للبحر الأحمر. وهجرت جماعات من جهينة إلى مصر والحبشة. وتقيم جهينة اليوم في وادي ينبع وشماله إلى العيص وأم لبح (الحوراء) وكذا ينبع البحر. أنظر : عاتق البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ، دار مكة للنشر والتوزيع ١٣٩٩ ه / ١٩٧٩ م ٨٩ ـ ٩٠ ، كحالة ـ معجم قبائل العرب ط ٢ ، لبنان ١٣٩٨ ه / ١٩٧٨ م ، فؤاد حمزة ـ قلب جزيرة العرب ط ٢ ، مكتبة النصر الحديثة ، الرياض ١٣٨٨ ه / ١٩٦٨ م ، ص ١٤٥.