وفي يوم الاثنين حادي عشرين الشهر المذكور (١) : وصل إبراهيم باشا من جدة ، وسلم البندر لمستلم إسماعيل باشا ، ونزل بيت البلطجي (٢) ، وأنزل جماعته حواليه من البيوت ، وركب الشريف وسلم عليه.
وفي خامس جمادى الآخر : شرعوا في تقسمة الصدقة الهندية على أهل مكة المشرفة ، حسبما رتبه ووزعه الشيخ محمد أكرم (٣) بن الشيخ عبد الرحمن مفتي الهندية ، والسيد قطب الدين.
وفي يوم السبت ثاني عشرين الشهر المذكور : ورد نجاب من مصر المحروسة ، وأخبر بجميع ما صار في مصر من الفتن والحصار والقتال وهرب أيوب بيك ، وجمع من الأغوات والكواخي الكبار ونهب بيوتهم ، وحرقها ، وقتل جماعتهم وأتباعهم ، وبيع أملاكهم.
فحصل بهذا الخبر غاية الكرب والتعب على المسلمين.
وأخبر أيضا : أن يوسف بيك مملوك الأمير إيواز بيك بعد ما مات أستاذه أقام الحرب ثانيا ، وأخذ بثأر سيده ، وقتل خلقا كثيرا فيه ، وصار أميرا على الحاج عوض أستاذه ، وأن ابن المرحوم إيواز بيك جعل وكيلا
__________________
(١) ربيع الأول.
(٢) من البلطه جيه : وهي مشتقة من كلمة بلطه ، وهي كلمة عربية وتركية بمعنى الفأس الذي يستخدم في قطع سيقان الأشجار. أما معناها كمصطلح تاريخي : فهو فرقة عسكرية في الجيش العثماني تسمى بلطجي أو جاقي ، أي فرقة البلطجية. انظر : عبد العزيز الشناوي ـ الدولة العثمانية دولة مفترى عليها حاشية (٤) ، حسين المصري ـ معجم الدولة العثمانية ٤٩ ـ ٥٠.
(٣) هو ابن الشيخ عبد الرحمن الحنفي رئيس المحدثين ، وشيخ الإسلام في الهند ، جاور بمكة إلى أن توفي سنة ١١٢٢ ه. الدهلوي ـ أزهار البستان (مخطوط) ٢٢٨.