وصلّت الناس العيد ، وكان الخطيب صاحبنا القاضي تاج الدين بن القاضي عبد المحسن القلعي ـ ولما فرغ الخطيب من الصلاة طلع إلى مولانا الشريف إلى البيت. فإنه لم يحضر الصلاة في هذا اليوم.
وعيّد الشريف أحمد بن غالب (١) بن محمد (٢) في النوارية ، ومد لجماعته سماطا أعظم ـ على ما يقال ـ. وترددت الرسل بينه وبين مولانا الشريف سعيد بن سعد بن زيد ، وكل يعذل / صاحبه عن القتال.
فلما كان عصر يوم الخميس ، جاء الخبر بأنه وصل العمرة (٣) ، وجاء جماعة من الأشراف الذين بمكة ، وأخبروا مولانا الشريف بعد وصولهم إلى الشريف سعيد بن سعد ، بأن الأمر قد خرج عنه ، وأظهروا له التخلي عنه بالكلية ، حتى أخوه وابن عمه ، فلما رأى انحلال الأمر والقوم ، وكل الأمر إلى الله ، وقال : «اليوم بعد اليوم»!!. فأودع طوارفه (٤)
__________________
(١) سقطت من (ج).
(٢) في النسختين «أحمد بن زيد». والاثبات من المحققة لأن الاسم الكامل للشريف أحمد بن غالب هو : أحمد بن غالب بن محمد بن مساعد بن مسعود بن حسن. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٨٠. وابن زيد هو الشريف سعيد بن سعد بن زيد.
(٣) المقصود به مسجد التنعيم شمالي مكة قرب أقرب الحل إلى الحرم ، وفيه مسجد التنعيم الذي اعتمرت منه أم المؤمنين عائشة بأمر الرسول صلىاللهعليهوسلم مع أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر ، لأنها عند ما قدمت مكة في حجة الوداع كانت حائضا فاعتمرت بعد الحج. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٢ / ٤٤ ، البلادي ـ معالم مكة التاريخية والأثرية ٢٦٩. ومن هذا المكان يعتمر بعض الناس للعمرة. ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٩١ ـ ٩٢ ، ٣٣٦ ، عبد الكريم القطبي ـ أعلام العلماء الأعلام ١٦٧.
(٤) الطارف : المستفاد من المال ونحوه. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٥٨٢ ، إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ٢ / ٥٥٥.