خرجوا هاربين من الإمام المتولي الناصر محمد بن أحمد بن الحسن (١). فأمرهم مولانا الشريف بالنزول في دار السيد محمد بن أحمد بن الحسن.
وفي ضحى يوم الأربعاء ركب حسين المذكور ، وجماعته ، إلى مولانا الشريف بالزاهر ، فلاقاهم أحسن لقاء ، وعادوا من عنده ، ونزلوا دار النصاري أحد تجار اليمن ـ بإذن من مولانا الشريف. ورتب لهم مولانا الشريف مصروفا بعد إرسال الهدايا على جري العادة.
وكان في صحبتهم السيد أحمد بن محمد الأنسي (٢) السابق ذكر والده (٣) في ترجمة مولانا الشريف زيد بن محسن.
__________________
(١) الإمام الناصر محمد بن أحمد بن الحسن تلقب بالناصر ثم بالهادي ثم المهدي ، ولد سنة ١٠٤٧ ه وتوفي سنة ١١٣٠ ه. وأصبح إماما لليمن سنة ١٠٩٧ ه إلى ١١٢٩ ه حيث تنازل عن الإمامة في هذه السنة. عارضه عدد كبير من الأئمة اليمنيين منهم علي بن حسين الشامي ، ويوسف المتوكل على الله إسماعيل وغيرهم. الشوكاني ـ مصدر سبق ذكره ٢ / ٩٧ ـ ٩٩ ، الجرافي اليمني ـ المقتطف من أخبار اليمن ١٧١ ـ ١٧٩ ، الواسعي اليماني ـ فرجة الهموم ٢٢٧ ـ ٢٢٨ ، محمد بن أحمد العقيلي ـ المخلاف السليماني ط ٢ ، دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر ، الرياض ص ٣٥٦.
(٢) السيد أحمد بن أحمد الأنسي أديب وشاعر يمني. نشأ بصنعاء. وذهب إلى مكة لخلاف بينه وبين الإمام المهدي. مدح الشريف أحمد بن غالب ، ثم عاد إلى اليمن. وتوفي سنة ١١١٩ ه بجزيرة زيلع. وقد وهم السنجاري في اسمه. أحمد بن علي الأنصاري ـ حديقة الأفراح ٦ ، المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٩٦ ـ ٦٠٦ ، الشوكاني ـ البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ـ ١ / ٣٦٠ ـ ٣٧٠ ، الجرافي ـ المقتطف في أخبار اليمن ١٧٥ ـ ١٧٦.
(٣) السيد أحمد بن محمد الأنسي شاعر من صنعاء اليمن ، قدم مكة ، ومدح شريفها زيد بن محسن. المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٨٥ ـ ٥٩٦ ، ابن معصوم ـ السلافة ٤٧٠ ـ ٤٧٣. وقد علق عليه ابن معصوم بالضعف في شعره. ويتضح ذلك لنا من خلال تكرار كلمة الروي. انظر مثل على ذلك : البيت رقم ٣ ، ٧ من القصيدة التي تلي.