فلما خرج السيد أحمد بن سعيد تتالت (١) إليه الأشراف المغاضبين ، فنزل الحسينية (٢) بمن معه من الأشراف ، وألّم به ذوو الحارث وغيرهم ، وانتقل بعد أيام إلى العمق (٣) ـ موضع قريب من جدة ـ ، ثم توسط بين البلدين.
وتفاقم الأمر على مولانا الشريف ، وجاء الخبر أن خليصا (٤) أخذت من حاكمها ، وورد حاكمها مكة.
وفي اليوم العشر من جمادى الأولى : اشتد الأمر ، فطلب مولانا الشريف من معه من الأشراف ـ كذا ـ بالركوب على السيد أحمد بن سعيد ، فامتنعوا قبل أن يستخبروه (٥) عن شأنه ، فذهب إليه [بعضهم ، وطلب مولانا الشريف العسكر المصري أن يخرج إليه](٦) ليلة ثاني عشر جمادى
__________________
(١) المقصود : أقبلت عليها الأشراف.
(٢) الحسينية : عين جنوب منى على بعد ١٢ كم ، تقع في وادي عرفة ، وهي من أملاك آل زيد من الأشراف. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٣ / ١٣ ـ ١٤ ، أحمد السباعي ـ تاريخ مكة ٢ / ٤١٥ حاشية (٢).
(٣) العمق : المطمئن من الأراضي ، وهناك عدة مواضع تعرف بهذا الإسم ، والمقصود هنا المنطقة التي تقع غرب مكة وجنوب بحرة بين جبال خثارق جنوبا شرقيا وجبال العد شمالا غربيا ، وجبال بحرة شمالا. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٦ / ١٧٢ ـ ١٧٣ ، معالم مكة ص ١٩٥ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٦ / ١٧٢ ـ ١٧٣.
(٤) خليص : كان حصن بين مكة والمدينة كما ذكر ياقوت في معجم البلدان ٢ / ٣٨٧. وقد أطلق هذا الإسم على واد في شمال مكة على بعد ١٠٠ كم ، فيه قرى كثيرة وعيون وآبار. الجاسر ـ المعجم الجغرافي ١ / ٥٤٠ ، عاتق البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٣ / ١٤٩ ـ ١٥٢.
(٥) في (ج) «يتخبروه».
(٦) ما بين حاصرتين سقطت من (أ). والاثبات من (ج).