النبي (صلىاللهعليهوآله) جنازته فقال عمر لرسول الله يا رسول الله (صلىاللهعليهوآله) ألم ينهك الله ان تقوم على قبره؟ فسكت فقال يا رسول الله (صلىاللهعليهوآله) ألم ينهك الله أن تقوم على قبره؟ فقال له ويلك وما يدريك ما قلت؟ انى قلت : اللهم احش جوفه نارا واملأ قبره نارا وأصله نارا. قال أبو عبد الله (عليهالسلام) فأبدى من رسول الله (صلىاللهعليهوآله) ما كان يكره».
فإنه يمكن تخصيص الخبر به حيث انه كان رأس النفاق (١) على ان الخبر غير ظاهر في كونه (صلىاللهعليهوآله) صلى عليه وانما فيه انه حضر جنازته ومجرد الحضور لا يستلزم الصلاة.
ومما يعضد الأول أعني تخصيص الخبر به ما صرح به شيخنا المفيد (عطر الله مرقده) في كتاب المقنعة (٢) حيث قال : روى عن الصادقين (عليهمالسلام) انهم قالوا «كان رسول الله (صلىاللهعليهوآله) يصلى على المؤمنين ويكبر خمسا ويصلى على أهل النفاق سوى من ورد النهى عن الصلاة عليهم فيكبر أربعا». فإنه يدل على
__________________
(١) في تفسير الخازن ج ٣ ص ١٠٨ نقلا عن شرح مسلم للقرطبى «كان ابن أبي رأسا في المنافقين وأعظمهم نفاقا وأشدهم وكان المنافقون كثيرين بلغوا ثلثمائة رجل ومائة وسبعين امرأة وانتهت إليه رئاسة الخزرج فلما ظفر النبي (صلىاللهعليهوآله) وانصرف الخزرج اليه حسد رسول الله (صلىاللهعليهوآله) وبالغ في العداوة له وكان ولده عبد الله من خيار الصحابة وأصدقهم إسلاما وأكثرهم عبادة واشرحهم صدرا بارا بأبيه مع كفره ونفاقه ، قال للنبي (صلىاللهعليهوآله) انك لتعلم انى أبر الناس بأبي وان أمرتني لآتيك برأسه فعلت وأخشى ان تأمر أحدا بقتله فلا تدعني نفسي ان انظر الى قاتل ابى فاقتله فأكون قد قتلت مؤمنا بكافر؟ فقال نبي الحنان (صلىاللهعليهوآله) لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه بل أحسن صحبته وبر به وترفق به ما صحنا». وفي أسد الغابة ج ٣ ص ١٩٧ «ان الخزرج أجمعوا على ان يتوجوه ويملكوه أمرهم قبل الإسلام فلما جاء (صلىاللهعليهوآله) رجعوا عن ذلك فحسد رسول الله (صلىاللهعليهوآله) وأخذ به العزة وأضمر النفاق وهو القائل في غزوة بني المصطلق «لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ» سورة المنافقين الآية ٨.
(٢) الوسائل الباب ٥ من صلاة الجنازة.