وفيه : « إذا أردت أن تخرج من مكة وتأتي أهلك فودِّع البيت وطف أُسبوعاً ، وإن استطعت أن تستلم الحجر الأسود والركن اليماني في كلّ شوط فافعل ، وإلاّ فافتتح به واختم ، وإن لم تستطع ذلك فموسّع عليك ، ثم تأتي المستجار فتصنع عنده ما صنعت يوم قدمت مكة ، ثم تخيّر لنفسك من الدعاء » إلى أن قال : « ثم ائت زمزم واشرب من مائها ثم اخرج وقل : آئبون تائبون عابدون ، لربّنا حامدون ، إلى ربنا منقلبون راغبون ، إلى الله تعالى راجعون إن شاء الله تعالى » قال : وإن أبا عبد الله عليهالسلام لمّا ودّعها وأراد أن يخرج من المسجد خرّ ساجداً عند باب المسجد طويلاً ، ثم قام وخرج (١).
وفيه : رأيت أبا جعفر الثاني عليهالسلام في سنة خمس عشرة ومائتين (٢) [ ودّع البيت ] بعد ارتفاع الشمس وطاف بالبيت يستلم الركن اليماني في كل شوط ، فلمّا كان الشوط السابع استلمه واستلم الحجر ومسح بيده ثم مسح وجهه بيده ، ثم أتى المقام فصلّى خلفه ركعتين ، ثم خرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم فالتزم البيت وكشف الثوب عن بطنه ، ثم وقف عليه طويلاً يدعو ، ثم خرج من باب الحنّاطين وتوجّه ، قال : فرأيته في سنة تسع عشرة (٣) ومائتين ودّع البيت ليلاً يستلم الركن اليماني والحجر الأسود في
__________________
(١) تقدم مصدره في ص ٣٢٦٦ الهامش (٥).
(٢) في الكافي : « خمس وعشرين ومأتين ». وقال العلامة المجلسي في مرآة العقول ١٨ : ٢٢٩ : روى الشيخ في التهذيب هذا الخبر من الكافي وفي أكثر نسخه : سنة خمس عشرة ومائتين ، وفي بعضها كما هنا ، وفي تلك النسخ زيادة بعد نقل الخبر وهي هذه : قال محمد بن الحسن مصنف هذا الكتاب : هذا غلط لأنّ أبا جعفر عليهالسلام مات سنة عشرين ومائتين ..
(٣) في الكافي : سبع عشرة.