الزوج (١)
الأشهر عند العرب أن الزوج واحد ، والمرأة زوج الرجل ، والرجل زوج المرأة ، ولا يقال للمرأة زوجة إلا قليلا ، وكل اثنين لا يستغنى أحدهما عن الآخر ، وهما زوجان مثل زوجي ، يقال : وزوجي خفاف ، وربما قيل للاثنين زوج ، وهو قليل شاذ ، والزوج النمط يطرح تحت الهودج ، قال لبيد :
زوج عليه كلة وقرامها
وهو في القرآن على ثلاثة أوجه :
__________________
(١) [زوج] : الزّوج : امرأة الرّجل ، وكذلك الزّوجة. والرّجل زوج أيضا. وزوجان من الحمام : أنثى وذكر. وزوج من النّبات : لون منه وضرب ، من قوله عزوجل : " (فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى)" أي ضروبا. وكذلك الدّيباج والوشي والنّمط الموشيّ. [و] يقال : زوّجت إبلي : إذا قرنت بعضها إلى بعض ، من قوله عزوجل : " (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)" ن من قوله تعالى : " (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ)" أي قرناء هم. ويقال في جماعة الزّوج من الطّير : أزواج وزوجة. [المحيط في اللغة : الجيم والزاي].
الفرق بين البعل والزوج : أن الرجل لا يكون بعلا للمرأة حتى يدخل بها وذلك أن البعال النكاح والملاعبة ومنه قوله عليهالسلام" أيام أكل وشرب وبعال" وقال الشاعر :
وكم من حصان ذات بعل تركتها |
|
إذا الليل أدجى لم تجد من تباعله |
وأصل الكلمة القيام بالامر ومنه يقال للنخل إذا شرب بعروقه ولم يحتج إلى سقي بعل كأنه يقوم بمصالح نفسه. [الفروق اللغوية : ١ / ٢٦٩]
وفي معجم قاييس اللغة مادة (زوج) : الزاء والواو والجيم أصل يدلّ على مقارنة شيء لشيء.
من ذلك الزّوج زوج المرأة. والمرأة زوج بعلها ، وهو الفصيح.
قال الله جل ثناؤه : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)[البقرة ٣٥ ، الأعراف ١٩].
ويقال لفلان زوجان من الحمام ، يعني ذكرا وأنثى.
فأمّا قوله جلّ وعزّ في ذكر النبات : (مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)[الحج ٥ ، ق ٧] ، فيقال أراد به اللّون ، كأنّه قال : من كل لون بهيج.
وهذا لا يبعد أن يكون من الذي ذكرناه ؛ لأنه يزوّج غيره ممّا يقاربه.
وكذلك قولهم للنّمط الذي يطرح على الهودج زوج ؛ لأنّه زوج لما يلقى عليه.
قال لبيد :
من كل محفوف يظلّ عصيّه |
|
زوج عليه كلّة وقرامها |