بالباطل ، فانه يكشف عن استحكام رذيلة العجب في نفوسهم والغرور بالفعل ، وانما حكى عزوجل هذه الخصلة الباطلة لتحذير المؤمنين منها فإنهم عرضة لذلك.
قوله تعالى : (وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا).
صفة اخرى من صفاتهم الذميمة اي : انهم يحبون ان يمدحهم الناس على الذي لم يفعلوه وهو الوفاء بالميثاق واظهار الحق فإنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك وانما فعلوا نقيضه من كتمان الحق وتحريف الكتاب بما يوافق أهواءهم الباطلة.
وهذه الصفة اكثر ما تكون في العلماء غير العاملين بعلمهم كالرهبان وحفاظ الكتاب فإنهم يحبون ان يحمدوا بالدين والفضل وحفظ الكتاب ولكنهم في الحقيقة مراءون ولم يفعلوا شيئا مما يرضي الله تعالى.
ويستفاد من الآية الشريفة ان حب المحمدة بما لم يفعل باطل ومن الصفات الذميمة فانه يكشف عن الغرور والعجب والرياء وسوء الأخلاق. وأما إذا كان بالحق فهو خلق حسن بل من الأمور الفطرية فان الإنسان يحب المحمدة على الفعل النافع وقد ورد في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك قال تعالى محكيا عن نوح : (قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) الأعراف ـ ٦٢. وقال تعالى حكاية عن هود : (قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ) الأعراف ـ ٦٨.
وفي هذه الآية الشريفة استعمل لفظ الحمد في غير الله تعالى ، وهذا هو المورد الوحيد في القرآن الكريم ، وقد ذكرنا في سورة الفاتحة