مع الاتصال باسلاك تربط بالمحل المولد لتلك القوة ، وفي الفكر لا بد من الاتصال بالمبدأ الفياض.
ولكن لا يمكن لاحد انكار ان بعض الأقسام منها تكويني بديهي الإنتاج وهذا لا ينافي ما ذكرناه ، ففي مثل المقام التفكر في خلق السموات والأرض يورث التذكر والإذعان بأنها حادثة وكل حادث يحتاج إلى مؤثر والمؤثر هو الله تعالى ولان فيها بدائع من النظم العجيب والإبداع الفريد والأسرار والدقائق والرموز والحكمة التي لا يمكن ان تصدر إلا عن عليم حكيم ، فلا بد ان يكون الخالق عليما حكيما متصفا بصفات الجمال والجلال ، وهذا النحو من الاستدلال يسمى عندهم بالبرهان الإني اي العلم من المعلول بالعلة ويقابله البرهان اللمي اي العلم من العلة بالمعلول والقرآن الكريم مشحون بالقسمين ويأتي في قوله تعالى : (أَفِي اللهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ابراهيم ـ ١٠ بعض الكلام ان شاء الله تعالى.
وفي كلمات المعصومين الشيء الكثير من ذلك قال علي بن الحسين (عليهماالسلام) : «بك عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني إليك ولو لا أنت لم أدر ما أنت» وقال (عليهالسلام) ايضا : «وان الراحل إليك قريب المسافة وانك لا تحتجب عن خلقك إلا ان تحجبهم الأعمال دونك» وسئل عن بعض الأولياء فقيل له : ما قدر المسافة بين العبد ومعرفة الله تعالى؟ قال : «قدمان. قدم يضعها على الممكنات وقدم يضعها في مقام العرفان» وسئل آخر عنها؟ فقال : قدم واحدة يضعها على نية نفسه يتجلّى له ربه فان من عرف نفسه فقد عرف ربه» والبحث في ذلك طويل عقلا ونقلا وعرفانا وشهودا.
ويستفاد من الآية المباركة الترغيب إلى التفكر والتدبر وفي الحديث