ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها) الزمر ـ ٦ وعلى هذا لا فرق بين ان يكون (من) نشوية أو تبعيضية فان كل واحدة منهما ترجع إلى الأخرى.
ثم إن خلق الزوج من النفس الواحدة يحتمل وجوها : الاول ان يكون خلق الزوج بعد تمامية خلق آدم (عليهالسلام) وتعلق الروح به بأن يكون قد انفصل جزء من الحي فصار إنسانا آخر.
الثاني : ان يكون الخلق بمعني التقدير بأن يكون المعنى : خلق من نوعها وعلى طبعها زوجها ولو بعد حين فلا يكون انفصالا.
الثالث : انها خلقت من الطينة الزائدة التي خلق منها آدم (عليهالسلام) قبل تعلق الروح بهما فيكون آدم (عليهالسلام) وحواء موجودين مختلفين ولكنهما متحدان في اصل الطينة.
والأولان لا وجه لهما كما يأتي فيتعين الأخير ، ويشهد لذلك امور :
منها : تكرار كلمة الخلق في الآية المباركة (وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها) وهو يدل على تفاوت الخلقين.
ومنها. التراخي في قوله تعالى في سورة الزمر : (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها) ـ ٦.
ومنها : الأحاديث الكثيرة المعتبرة التي تنص على ان حواء (عليهاالسلام) خلقت من فاضل طينة آدم (عليهالسلام) واما ما نقل من ان حواء خلقت من الضلع الأيسر من آدم (عليهالسلام) فهو مما لا دليل له يصح الاعتماد عليه اللهم إلا ان يراد من ذلك ان الطينة الفاضلة من خلق آدم (عليهالسلام) لو جعلت في بدن آدم (عليهالسلام) لكان موضعها الضلع الأيسر.
ومما ذكرنا يظهر ان هذه الآية الكريمة لا ربط لها بالآيات الكثيرة التي تدل على كون الزوج من انفسكم لإثارة المودة والمحبة قال تعالى :