(وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (١٥) وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً (١٦))
بعد ما ذكر سبحانه وتعالى بعض احكام اليتامى واحكام المواريث وبين شريعة الحق فيها ففي هاتين الآيتين يبين عزوجل حكما اجتماعيا يتعلق بالاجتماع والإفراد معا ، وهو النهي عن الفحشاء والتغليظ على من يأتي الفاحشة ويرتكب هذه المعصية الموبقة وإخلاء المجتمع منها لأنها توجب زوال الحياء والعفة وتستلزم إفساد النسل والشقاء. ويبين سبحانه وتعالى لزوم اجراء الحد الشرعي على مرتكبها.
ويجمع هذه الآيات المباركة انها تشتمل على الاحكام الشرعية الإلهية التي نزلت لتكميل الإنسان وجلب السعادة له في الدارين ، وهذا هو وجه الارتباط بين هاتين وما سبقتهما من الآيات الكريمة ولا موجب لالتماس وجوه بعيدة عن السياق للتوفيق بينها.
التفسير
قوله تعالى : (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ).
اللاتي : احدى صيغ جموع (التي) السماعية وهو اسم مبهم للمؤنث ولا يتم إلا بصلته ولا ينزع الالف واللام منه ، ولذا أدخل بعض