الكريم وتكرارها في مواضع متعددة منه وقد تقدم في قوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ) البقرة ـ ١٥٤ فقد نفى عزوجل عنهم الشعور لكثرة انسهم بالماديات وغفلتهم عن الحقائق والمعنويات وبعد التفكير وعدم الاقتصار على الجانب المادي فقط في هذه الحياة تنكشف الحقيقة بوضوح هذا وللإذعان بهذه الحقيقة فوائد كثيرة فانه يوجب الاعتقاد ببقاء الروح وانها تنتقل من عالم الى عالم آخر ، كما انه يقتضي زوال كثير من الهموم والغموم التي تصيب الإنسان في الحياة الدنيا وشدة الاقدام والمثابرة في تحمل المكاره للعلم بأنها إذا كانت في سبيل الله تعالى فان لها الجزاء الأوفى وهي توجب السعادة والعيش الهنيء في العقبى.
ولذا نرى ان هذه الحقيقة انما تذكر بعد آيات الجهاد والقتال في سبيل الله لما لها الأثر الكبير على الصبر في ميدان القتال والمثابرة عند النزال.
كما ان الاعتقاد بهذه الحقيقة يكون من اسباب استكمال الإنسان واعداد نفسه لحياة اخرى بوجه أتم وأكمل كما تدل عليه ذيل الآية الشريفة وآيات اخرى في مواضع متعددة ، يضاف إلى ذلك ان لها الأثر الكبير في النفس فتجعلها مطمئنة راضية بما قسمه الله تعالى وما ينزل عليها من المصائب.
قوله تعالى : (بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
إبطال لما زعموه في المقتولين في سبيل الله تعالى بأنهم أموات قد انتهت حياتهم بل هم احياء بحياة خاصة ومقربون عند ربهم يتغمون بأنواع الرزق في تلك الحياة الكريمة وسعداء في ذلك العالم الحميد ، وقد كرمهم عزوجل بذكر (عند) والربوبية واضافتها إلى ضمير