في البحث الادبي ما ينفع المقام.
قوله تعالى : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ).
اثر من آثار التربية الحقة الحقيقية انهم لا يتأثرون بأقاويل المرجفين وتحذير المنافقين بل ان اثر ذلك يكون على الخلاف فيزيد في ايمانهم بالله تعالى وتوكلهم عليه عزوجل والثبات والعزيمة وقد كان ذلك فضلا كبيرا من الله تعالى عليهم ولذا لمّا عرف المشركون عزم المؤمنين وذلك الثبات لم يصدقوا بأن فلول الجيش المتفرقة المضطربة في الأمس تريد القتال مع ما بهم من الجراح فأرهبتهم هذه العزيمة فآثروا الفرار على القرار.
والمراد بالذين هم الذين استجابوا لله والرسول فهي بدل من قوله تعالى (الَّذِينَ اسْتَجابُوا). كما ان المراد من الناس الاول هم الخاذلون المثبطون للعزيمة الذين قد اشاعوا خبر اجتماع العدو ليخذلوا المؤمنين عن القتال والمراد بالناس الثاني المشركون.
والظاهر من الآية المباركة انهم في كلا الموردين جماعة لا واحد واختلفوا في المراد من الناس الاول فقيل انه نعيم بن مسعود الأشجعي قبل إسلامه فيكون اللفظ عاما ويراد به الخاص ، وقيل انه ركب من قريش وقيل غير ذلك.
قوله تعالى : (فَزادَهُمْ إِيماناً).
اي : ان هذا القول زادهم ايمانا بالله تعالى وبرسوله لأنهم أخلصوا لله عزوجل عن جميع ما سواه وأحسنوا ظنهم به جلت عظمته وصدقوا بوعده فأثرت فيهم التربية الحقة وجنبوا أنفسهم من الرذائل والمعاصي فتجلت في قلوبهم الأنوار الربوبية فلا يبقى موضوع حينئذ