بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة.
وحق نفسك عليك أن تستعملها بطاعة الله عزوجل.
وحق اللسان إكرامه عن الخنى (١) ، وتعويده الخير ، وترك الفضول التي لا فائدة لها ، والبر بالناس وحسن القول فيهم.
وحق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة ، وسماع ما لا يحل سماعه.
وحق البصر أن تغضه عما لا يحل لك وتعتبر بالنظر به.
وحق يدك أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك.
وحق رجليك أن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك ، فبهما تقف على الصراط فانظر أن لا تزلا بك فتردى في النار.
وحق بطنك أن لا تجعله وعاء للحرام ، ولا تزيد على الشبع.
وحق فرجك أن تحصنه عن الزنا ، وتحفظه من أن ينظر إليه.
وحق الصلاة أن تعلم أنها وفادة إلى الله عزوجل ، وأنت فيها قائم بين يدي
__________________
رعيتك بالعلم فان الجاهل رعية العالم ، ثم حق رعيتك بالملك من الأزواج وما ملكت الايمان ، وحقوق رعيتك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة ، وأوجبها عليك حق أمك ، ثم حق أبيك ثم حق ولدك ، ثم حق أخيك ، ثم الأقرب فالأقرب والأولى فالأولى ، ثم حق مولاك المنعم عليك ، ثم حق مولاك الجارية نعمته عليك ، ثم حق ذوي المعروف لديك ، ثم حق مؤذنك لصلاتك ثم حق امامك في صلاتك ، ثم حق جليسك ، ثم حق جارك ، ثم حق صاحبك ، ثم حق شريكك ثم حق مالك ، ثم حق غريمك الذي تطالبه ، ثم حق غريمك الذي يطالبك ، ثم حق خليطك ثم حق خصمك المدعى عليك ، ثم حق خصمك الذي تدعى عليه ، ثم حق مستشيرك ، ثم حق المشير عليك ، ثم حق مستنصحك ، ثم حقا لناصح لك ، ثم حق من هو أكبر منك ، ثم حق من هو أصغر منك ، ثم حق سائلك ، ثم حق من سألته ، ثم حق من جرى لك على يديه مساءة بقول أو فعل عن تعمد منه أو غير تعمد ، ثم حق أهل ملتك عليك ، ثم حق أهل ذمتك ، ثم الحقوق الجارية بقدر علل الأحوال وتصرف الأسباب. فطوبى لمن أعانه الله على قضاء ما أوجب عليه من حقوقه ووفقه لذلك وسدده.
فأما حق الله الأكبر عليك ـ إلى آخر الحديث.
(١) الخنى ـ محركه ـ : الفحش في الكلام.