مستفادة (١) ، صديقك أخوك لأبيك وأمك وليس كل أخ لك من أبيك وأمك صديقك لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك ، كم من بعيد أقرب منك من قريب ، وصول معدم خير من مثر جاف (٢) ، الموعظة كهف لمن وعاها ، من من بمعروفه أفسده (٣) ، من أساء خلقه عذب نفسه وكانت البغضة أولى به ، ليس من العدل القضاء بالظن على الثقة (٤).
ما أقبح الأشر عند الظفر (٥) والكآبة عند النائبة (٦) المعضلة ، القسوة على الجار ، والخلاف على الصاحب (٧) والحنث من ذي المروءة (٨) ، والغدر من السلطان.
كفر النعم موق (٩) ومجالسة الأحمق شوم ، اعرف الحق لمن عرفه لك شريفا كان أو وضيعا ، من ترك القصد جار (١٠) ، من تعدى الحق ضاق مذهبه ، كم من دنف
__________________
(١) بل هو أحسن القرابة ، فان الأغلب أن الأقارب كالعقارب ، فإذا استفاد قرابة بالمودة باعطاء المال أو العلم أو المعاونة في الأمور صار بمنزلة الأخ والأب والام. ( م ت )
(٢) المعدم : الفقير ، والمثرى : ذو الثروة ، والجاف فاعل من الجفاء.
(٣) كما قال سبحانه « لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ».
(٤) أي إذا كنت تثق بأحد في الدين والديانة والمحبة وغيرها فما لم يحصل لك اليقين بزوال ذلك لا تحكم عليه بالزوال بمجرد الظن فان الظن لا يغنى من الحق شيئا. ( م ت )
(٥) الأشر : البطر والنشاط والطغيان والتجاوز عن الحد.
(٦) الكآبة : الحزن والغم ، والمعضلة : الشديدة ، أي ما أقبح الجزع والحزن عند المصيبة الشديدة ، وفي بعض النسخ « والكآبة عند النائبة ، والغلطة والقسوة على الجار » ولعل لفظة الغلظة تفسير للقسوة لبعض المحشين وكتبها فوق السطر فوهم الكاتب وأدخلها في المتن أو كانت كلمة المعضلة تفسيرا للنائبة للمحشى كالغلظة أيضا.
(٧) أي ما أقبح مخالفة الصاحب لا سيما في السفر.
(٨) الحنث : الخلف في اليمين ، والاثم ، وفي بعض النسخ « الخبث » بالخاء المعجمة والباء الموحدة.
(٩) الموق ـ بضم الميم ـ الحمق في غباوة أي كفران النعمة من الحماقة.
(١٠) بالجيم من الجور ، وقد يقرء بالحاء المهملة من الحيرة أي من ترك التوسط في الأمور مال عن الحق لا محالة له أو تحير.