القديمة ـ كالمصاحف المنسوبة إلى خطّ مولانا أمير المؤمنين وبعض أولاده المعصومين على ما ذكره بعض (١) من شاهد عدّة منها في مشهد مولانا الرضا عليهالسلام ـ عن الإعراب ، وكذا المصاحف العثمانيّة على ما ذكروه (٢) ، فإنّه يفصح عن أنّ المقصود بكتابة القرآن لم يكن إلّا ضبطه ـ كضبط سائر الكتب ـ لأن يقرأ على حسب ما جرت العادة في قراءة هذا المكتوب بلسان العرب وإن اختلفت ألسنتهم في كيفيّتها ، ومقتضاه أن لا تكون الخصوصيّات الشخصيّة معتبرة في قوام ماهيّتها كما في سائر الكتب.
ولكن مع هذا أيضا قد يشكل توجيه تواتر مجموع القراءات عن النبي صلىاللهعليهوآله ، فإنّه ربما تكون الاختلافات الواقعة بين القرّاء راجعة إلى المادّة أو الهيئات المغيّرة للمعنى.
والحقّ أنّه لم يتحقّق أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قرأ شيئا من القرآن بكيفيّات مختلفة ، بل ثبت خلافه فيما كان الاختلاف في المادّة أو الصورة النوعيّة التي يؤثّر تغييرها في انقلاب ماهيّة الكلام عرفا ، كما في ضمّ التاء من «أَنْعَمْتَ» ضرورة أنّ القرآن واحد نزل من عند الواحد ، كما نطق به الأخبار المعتبرة المرويّة عن أهل بيت الوحي والتنزيل.
مثل : ما رواه ثقة الإسلام الكليني بإسناده عن أبي جعفر عليهالسلام قال :«إنّ القرآن واحد [نزل] من عند الواحد ولكنّ الاختلاف يجيء من قبل الرّواة» (٣).
__________________
(١) هو السيّد الشفتي في مطالع الأنوار ٢ : ٣٠.
(٢) راجع مطالع الأنوار ٢ : ٣٠.
(٣) الكافي ٢ : ٦٣٠ / ١٢ ، وما بين المعقوفين أضفناه من المصدر.