وما رواه الصدوق بإسناده عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليهالسلام في حديث أنّه ذكر العلّة التي من أجلها جعل الجهر في بعض الصلوات دون بعض : أنّ الصلوات التي يجهر فيها إنّما هي في أوقات مظلمة ، فوجب أن يجهر فيها ليعلم المارّ أنّ هناك جماعة فإن أراد أن يصلّي صلّى ، لأنّه إن لم ير جماعة علم ذلك من جهة السماع ، والصلاتان اللّتان لا يجهر فيهما إنّما هما بالنهار في أوقات مضيئة ، فهي من جهة الرؤية لا يحتاج فيها إلى السماع (١).
وما رواه أيضا بإسناده عن محمّد بن عمران أنّه سأل أبا عبد الله عليهالسلام ، فقال : لأيّ علّة يجهر في صلاة الجمعة وصلاة المغرب وصلاة العشاء الآخرة وصلاة الغداة ، وسائر الصلوات الظهر والعصر لا يجهر فيهما؟ إلى أن قال : فقال : «لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا أسري به إلى السماء كان أوّل صلاة فرض الله عليه الظهر يوم الجمعة ، فأضاف الله عزوجل إليه الملائكة تصلّي خلفه ، وأمر نبيّه صلىاللهعليهوآله أن يجهر بالقراءة ليبيّن لهم فضله ، ثمّ فرض عليه العصر ولم يضف إليه أحدا من الملائكة وأمره أن يخفي القراءة لأنّه لم يكن وراءه أحد ، ثمّ فرض عليه المغرب وأضاف إليه الملائكة فأمره بالإجهار ، وكذلك العشاء الآخرة ، فلمّا كان قرب الفجر نزل ففرض الله عليه الفجر فأمره بالإجهار ليبيّن للناس فضله كما بيّن للملائكة ، فلهذه العلّة يجهر فيها» الحديث (٢).
__________________
(١) الفقيه ١ : ٢٠٣ ـ ٢٠٤ / ٩٢٧ ، الوسائل ، الباب ٢٥ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ١.
(٢) الفقيه ١ : ٢٠٢ ـ ٢٠٣ / ٩٢٥ ، الوسائل ، الباب ٢٥ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ٢.