باب الإفعال أو مبنيّا للمفعول.
ويدفعه : أنّ هذه الكلمة متشابهة خطّا لا لفظا ، فلو كان ما سمعه عن الإمام عليهالسلام بالبناء للمعلوم من المجرّد ، لفهم من الجواب بأبلغ وجه أنّ حدّه أن لا ترفع صوتها بحيث يتعدّى سمعها ، أي تخفت في القراءة.
وفي الحدائق حمل جميع الأخبار على إرادة سماع نفسها وعدم التعدّي عنها ، وزعم أنّه لا منافاة بينه وبين أن يكون عليها الجهر حال الإمامة ؛ إذ العبرة في الجهر ـ على ما حقّقه ـ باشتمال صوتها على الجرسيّة التي بها يمتاز الجهر عن الإخفات عرفا ، فقد تكون الجرسيّة لا على حدّ يسمعها الغير (١).
وفيه ما لا يخفى ؛ فإنّ الرواية الأولى (٢) كالنصّ في إرادة الجهر بالقراءة بقدر ما يسمعها الغير ، ولكن ظاهرها كون ذلك على سبيل الوجوب ، كما اعترف به شيخنا المرتضى رحمهالله ، ولكنّه قال : ولم نظفر بقائل به ـ كما في كشف اللثام (٣) وغيره (٤) ـ فيمكن حمله على الاستحباب (٥). انتهى.
أقول : بل يمكن منع ظهورها في الوجوب ؛ فإنّه يستشعر من تحديد جهرها بقدر ما تسمع قراءتها أنّ وظيفة النساء من حيث هي الإسرار ، وأنّ ما عليها من الجهر حال الإمامة لمكان الضرورة الناشئة من أنّ على الإمام أن يسمع من خلفه كلّ ما يقول من القراءة والتكبير ونحوه ممّا لا يجب عليه
__________________
(١) الحدائق الناضرة ٨ : ١٤٢.
(٢) أي رواية عليّ بن جعفر ، المتقدّمة في ص ٢٧٠.
(٣) كشف اللثام ٤ : ٣٨.
(٤) جواهر الكلام ٩ : ٣٨٣.
(٥) كتاب الصلاة ١ : ٣٨٨.