في مجمع البحرين : الهذرمة : السرعة في القراءة (١).
وفي الخبرين إشارة إلى أنّ المراد بالترتيل التأنّي في القراءة.
وأوضح منهما دلالة عليه : خبر عبد الله بن سليمان ـ المرويّ عن الكافي ـ قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) قال : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام بيّنه تبيينا (٢) ، ولا تهذّه (٣) هذّ الشعر ، ولا تنثره نثر الرمل ، ولكن اقرعوا (٤) به قلوبكم القاسية ، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة» (٥).
وخبر أبي بصير ـ المرويّ عن المجمع ـ في تفسير الآية عن الصادق عليهالسلام «هو أن تتمكّث فيه وتحسن به صوتك» (٦).
ويظهر من هذا الخبر أنّ تحسين الصوت أيضا مأخوذ في مفهومه.
وربما يظهر من بعض حمل الأمر في الآية الشريفة على الوجوب ، وتفسيره بإخراج الحروف من مخارجها.
قال في محكيّ المعتبر : نعني بالترتيل في القراءة تبيينها من غير مبالغة ، وبه قال الشيخ ، وربما كان واجبا إذا أريد به النطق بالحروف من مخارجها بحيث لا يدمج بعضها في بعض. قال : ويدلّ على الثاني قوله
__________________
(١) مجمع البحرين ٦ : ١٨٦ «هذرم».
(٢) في المصدر : «تبيانا» بدل «تبيينا».
(٣) الهذّ : الإسراع في القطع وفي القراءة. الصحاح ٢ : ٥٧٢ «هذذ».
(٤) في الكافي : «افزعوا» بدل «اقرعوا».
(٥) الكافي ٢ : ٦١٤ (باب ترتيل القرآن ...) ح ١ ، الوسائل ، الباب ٢١ من أبواب قراءة القرآن ، ح ١.
(٦) مجمع البيان ٩ ـ ١٠ : ٣٧٨ ، الوسائل ، الباب ٢١ من أبواب قراءة القرآن ، ح ٤.