ولعلّه أشار بهذا إلى ما رواه في كتاب العيون بسنده عن رجاء بن أبي الضحّاك أنّه يقول (١) : بعثني المأمون في إشخاص عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام من المدينة ، إلى أن قال : وكانت قراءته في جميع المفروضات في الأولى الحمد و (إِنّا أَنْزَلْناهُ) وفي الثانية الحمد و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) إلّا في صلاة الغداة والظهر والعصر يوم الجمعة فإنّه كان يقرأ بالحمد وسورة الجمعة والمنافقين ، وكان يقرأ في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة في الأولى الحمد وسورة الجمعة ، وفي الثانية الحمد وسبح وكان يقرأ في صلاة الغداة يوم الاثنين والخميس في الأولى الحمد و (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ) وفي الثانية الحمد و (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) (٢) الحديث.
وخبر أبي الصباح الكناني قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إذا كان ليلة الجمعة فاقرأ في المغرب سورة الجمعة و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وإذا كان في العشاء الآخرة فاقرأ سورة الجمعة و (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) فإذا كان صلاة الغداة يوم الجمعة فاقرأ سورة الجمعة و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فإذا كان صلاة الجمعة فاقرأ سورة الجمعة والمنافقين ، وإذا كان صلاة العصر يوم الجمعة فاقرأ سورة الجمعة و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)» (٣).
وهذه الرواية تدلّ على استحباب (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) في ثانية المغرب ، كما يدلّ عليه أيضا خبر عليّ بن جعفر ـ المرويّ عن قرب الإسناد ـ عن أخيه موسى عليهالسلام أنّه قال : «رأيت أبي يصلّي ليلة الجمعة بسورة
__________________
(١) في «ض ١٣» : «قال» بدل «يقول».
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٨٠ ـ ١٨٢ (الباب ٤٤) ح ٥.
(٣) التهذيب ٣ : ٥ ـ ٦ / ١٣ ، الوسائل ، الباب ٤٩ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ٤.