محمّد عليهالسلام : «إنّما كانت النصارى تقولها» (١).
ويؤيّده أيضا ما عن الصدوق في الفقيه أنّه قال : إذا فرغ الإمام من قراءة الفاتحة فليقل الذي خلفه : (الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ، ولا يجوز أن يقال بعد فاتحة الكتاب : آمين ؛ لأنّ ذلك كانت تقوله النصارى (٢) ؛ إذ الظاهر أنّ هذا التعبير ليس إلّا تبعا للنصّ.
وكيف كان فلا يعارض الأخبار المزبورة صحيحة جميل قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الناس في الصلاة جماعة حين تقرأ فاتحة الكتاب : «آمين» قال : «ما أحسنها وأخفض الصوت بها» (٣) فإنّها متشابهة خطّا ؛ إذ لا يتعيّن كون «ما أحسنها» بصيغة التعجّب كي يتحقّق التنافي بينها وبين الأخبار المتقدّمة ، فمن الجائز أن يكون بصيغة المتكلّم ، وكلمة «ما» نافية ، أي ما أعلمها حسنا ، أو بصيغة الماضي وكلمة «ما» للاستفهام الإنكاري ، فكأنّه عليهالسلام قال : أيّ شيء جعلها حسنة؟ كما أنّه يحتمل أن يكون «وأخفض الصوت بها» بصيغة الماضي من كلام السائل ، يعني أنّه عليهالسلام تكلّم بهذه الكلمة سرّا.
وتوهّم أنّ مثل هذه الاحتمالات مخالفة للظاهر فلا ينبغي الالتفات إليها ، مدفوع بما أشرنا إليه من أنّ التشابه إنّما هو في الخطّ ، ولا ظهور للكتابة في شيء من هذه الأمور ، وأمّا في مقام التعبير فلا يشتبه شيء منها بالآخر.
__________________
(١) دعائم الإسلام ١ : ١٦٠ ، وعنه في الحدائق الناضرة ٨ : ١٩٧.
(٢) الفقيه ١ : ٢٥٥ ، ذيل ح ١١٥٤ ، وحكاه عنه السيّد الشفتي في مطالع الأنوار ٢ : ٦٩.
(٣) التهذيب ٢ : ٧٥ / ٢٧٧ ، الاستبصار ١ : ٣١٨ / ١١٨٧ ، الوسائل ، الباب ١٧ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ٥.