والاستدلال عليه بإطلاق كثير من معاقد الإجماعات المحكيّة وصريح بعضها ـ كعبارة الخلاف المتقدّمة (١) ـ ضعيف ؛ لعدم حجّيّة نقل الإجماع خصوصا مع استناد جملة من المجمعين ـ إن لم يكن جميعهم ـ في فتواهم إلى ما ادّعوه من أنّه من كلام الآدميّين ، فلا اعتماد على إجماعهم بعد البناء على ضعف المبنى ، كما هو واضح.
وربما يؤيّد الجواز بعض الأدعية المشتملة على لفظة «آمين» المأثورة عن الأئمّة عليهمالسلام في القنوت وغيره فيما حكي عن كتاب المهج والبلد الأمين وغيره (٢).
وأضعف من ذلك ما في العبارة المتقدّمة (٣) عن المعتبر وغيرها من الحكم ببطلان الصلاة بقول : «اللهمّ استجب» في آخر الحمد ؛ فإنّه لم يعرف له وجه عدا تخيّل أنّه يوجب صرف القراءة عن حقيقتها ، أو أنّه يستدعي سبق دعاء ولا دعاء قبله ، فإنّ ما تحقّق من الدعاء في ضمن القراءة فقد صدر بعنوان الحكاية لا بقصد الدعائيّة.
وشيء منهما ليس بشيء ؛ فإنّ قول : «اللهمّ استجب» كقول : «اللهمّ اغفر» في حدّ ذاته دعاء لا تتوقّف صحّته على أن يكون مسبوقا بدعاء أو مذكورا متعلّقه ، بل يكفي تقديره بأن يقدّر دعاء المؤمنين أو المخلوقين أو ما يدعوه فيما بعد أو نحو ذلك ، وكونه كذلك يصحّح إيقاعه في الصلاة ولو ممّن لا يعرف معناه ، كسائر الأدعية والأذكار التي يقرؤها العجمي
__________________
(١) في ص ٣٢٩.
(٢) مهج الدعوات : ٥٤ ، البلد الأمين : ٣٨٩ ـ ٣٩٣ ، و ٥٥١ ـ ٥٥٢ ، مفتاح الفلاح : ٤٢ ـ ٤٣ ، وحكاه عنها السيّد الشفتي في مطالع الأنوار ٢ : ٧٢ ـ ٧٣.
(٣) في ص ٣٣٤ ـ ٣٣٥.