أحدها : أن تكون هذه الفقرة من كلام عمّار ، وظاهرها على هذا التقدير هو الاستفهام عن كيفيّة صلاته من أنّه هل هو يصلّي كيفما قدر ، أي على أيّ جهة يكون ، أو يوجّه الى القبلة ويومئ إيماء؟ فأجابه عليهالسلام بقوله :«يوجّه كما يوجّه الميّت» الحديث ، فكلمة «إمّا» على هذا التقدير بمعنى «أو» والضمير في «قال» المذكور أوّلا راجع إلى عمّار ، وهو مقول للراوي عنه ، وهو مصدّق بن صدقة ، فنقل كلام عمّار أوّلا ، ثمّ عطف عليه جواب الإمام عليهالسلام.
ثانيها : أن يكون من الإمام عليهالسلام ، وتكون كلمة «أمّا» بفتح الهمزة شرطيّة ، وجزاؤه محذوفا ، وقد سيق دفعا لتوهّم سقوط شرطيّة الاستقبال الناشئ من إطلاق قوله : «كيف قدر صلّى» والتقدير : أمّا توجّهه إلى القبلة فلازم.
ولا يخفى ما فيه من البعد.
وثالثها ـ وهو أقوى الاحتمالات ـ : ما يرجع إلى ما لخّصه في محكيّ المعتبر مسندا إلى حمّاد (١) بناء على اتّحاده مع هذه الرواية ، وهو أن يكون من الإمام ، وكون «إمّا» بالكسر أريد به التفصيل بين المراتب المقدورة ، ويكون قوله عليهالسلام : «يوجّه كما يوجّه الرجل» بدلا أو بيانا لما أجمله ، وقوله :«فإن لم يقدر أن ينام على جنبه» إلى آخره ، بيانا للشقّ الآخر من التفصيل ، فكأنّه عليهالسلام قال : «إمّا أن يوجّه إلى القبلة بجميع مقاديم بدنه مضطجعا على جنبه الأيمن كما يوجّه الميّت في لحده ويومئ إيماء ، أو ينام كيفما قدر ولكن يستقبل بوجهه القبلة» وهذا في المستلقي إلى القبلة يحصل بعدم
__________________
(١) راجع الهامش (٥) من ص ٤٩.