فدخل مكة اسماعيل باشا (١) ومعه المحمل. ومعه محمد باشا صاحب جدة ، وقد أعطي جدة وغزة وسواكن ، على اشتراط إصلاح البلد (٢) ، ومعهم من العسكر ما يناهز الألفين أو يزيدون.
فلما أن خرج مولانا الشريف للقاء المحمل إلى الزاهر ، ولم (٣) ير معه أحد من العسكر المصري ، وقد انحاز الجميع إلى عسكر الشامي الذي ورد صحبته الحاج من المغاربة (٤) ، فإنه بيت عليهم الباشا ، وألزمهم بالحضور معه.
فلما وقف مولانا الشريف ـ موقفه العادة حين (٥) يطلب القفطان ـ أخذ محمد باشا بمن معه من العساكر ميمنة (٦) الباشا. وتقدم جماعة من عسكر الباشا إسماعيل يريدون أن يحيطوا بالشريف. فاتسع مولانا الشريف منهم (٧) إلى جهة يساره ، فظنت الأشراف حدوث واقعة ـ
__________________
(١) اسماعيل باشا : كان اسماعيل باشا أمير الحج الشامي. وقد أرسلت الدولة العثمانية إليه أمرا بأن يكون هو ومحمد باشا يدا واحدة على الصواب. محمد الطبري ـ مخطوط اتحاف فضلاء الزمن ورقة ٩٥.
(٢) كان محمد باشا كما هو معلوم أميرا على جدة ، فتنافر هو والشريف سعد ، فطلبته السلطنة وهناك حصل على مكانة عظيمة ، فأنعموا عليه بولاية جدة وسواكن ، وأن يعمل على اصلاح البلاد بعزل وتولية من يرى فيه الخير للحجاز. محمد الطبري ـ مخطوط اتحاف فضلاء الزمن ورقة ٩٥.
(٣) في (ج) «لم».
(٤) في (ج) «ورد صحبة الحاج الشامي من المغاربة».
(٥) في (أ) وردت «حن». والاثبات من (ج).
(٦) في (ج) وردت «ميسرة». وهذا خطأ بدليل اتجاه الشريف إلى يساره حين أحاط به العسكر.
(٧) في (ج) «فاتسع منهم مولانا الشريف». وتكررت كلمة «منهم» مرتين.