فاضطربت الناس وهو ينادي بالنفير العام حسبما رسم شيخ الإسلام (١).
فلما بلغ ذلك سليمان باشا وجاءه الحكم وتأمله ، امتثل الأمر وأطاع ، وخادع خداعا. وأمر نحو مائة من عسكر (٢) الدبابة أن يسيروا مع الشريف ، فحاصروا من كان في جبل عمر. وبعث نحو ثلاثين مدرعا (٣) من الترك مع كيخيته علي آغا ، فلحقوا بالشريف سعيد.
وأخذ محمد بن جمهور العدواني من جماعة الشريف ، الحكم المكتوب (٤) ، وطلع به إلى أمير العراق (٥) ، فأعانه بنحو مائتين عسكري ، فخرج بهم المذكور من ريع أذاخر (٦) ، وعطف على الأشراف بالزاهر.
__________________
(١) لقب شيخ الإسلام عادة كان يطلق على المفتي الذي كان في القسطنطينية نظرا للمهام الجسيمة التي كانت على عاتقه ، وقد اختلف المؤرخون حول تحديد الوقت الذي أطلق فيه هذا اللقب على مفتي العاصمة. فالبعض يرى أنه ظهر في عهد السلطان مراد الثاني ، والبعض الآخر يقول في عهد السلطان سليمان القانوني أو محمد الثاني. عن هذا انظر : الشناوي ـ الدولة العثمانية دولة مفترى عليها ١ / ٣٩٩ ـ ٤٠٢ ، حسين نجيب ـ معجم الدولة العثمانية ١١٢ ـ ١١٣. وهنا ربما أطلق اللقب مجازا على قاضي مكة أو ربما ليعطي الأمر أهمية كبرى. أو أن القاضي أمر هذا الأمر بناء على فتاوي سابقة من شيخ الاسلام في مثل هذا الموضوع.
(٢) في (ج) «عسكره».
(٣) أي من لابسي الدروع.
(٤) الحكم المكتوي هو الذي ذكر سابقا والذي ينص : على أنه لا يجوز عزل من ولاه السلطان ، ويجب على العامة أن يقاتلوا معه هؤلاء الجماعة.
(٥) أمير الحج العراقي.
(٦) أذاخر هو في الأصل الجبل المتصل بالحجون من الشمال الشرقي ، والذي يشرف على وادي فخ من الجنوب. وقد اقتصر الاسم اليوم على تلك الثنية التي تصل بين رأس وادي فخ ، والأبطح بمكة ، وتسمى ريع أذاخر. وهي الثنية التي دخل منها الرسول