وفرغ بارود الأشراف لطول رميهم ، فهمدت الفتنة ساعة ، فانتهزها الشريف سعيد من السوق الصغير ، وسار بمن معه من عساكر الباشا إلى أن وصل إلى الزاهر ، ففرّت العبيد.
فلما وصل الشريف إلى البيوت المسامتة لبيت عبد الباقي الشامي ، صدّه من كان فيه من العبيد السابق ذكرهم (١) الكاينين في البييت المذكور. فتوقف ، وقتل هناك بيرق دار الإنقشارية وعبد من عبيد الشريف ، وجرح آخرون / من جماعته. وطال وقوفه ثمة ، ثم عطف على سويقة ، على بيت الباشا ، وأمر بجر مدفع من المدافع ، وانتهى به إلى قريب بيت عبد الباقي ، ورمى به على البيت ، ففرّ من كان فيه من الأسطحة ، وهربوا ، فكرّ عند ذلك ، وحصل من خيالته اختلاط بمن كان هناك من الأشراف حول بيوت الشبيكة ، وقتل عبد لعبد المحسن ابن (٢) أحمد وأخته ، وصوب فرس السيد مبارك بن زامل فحوّل عنها وتركها. فأصيب السيد حسن بن حسين بن عبد الله برصاصة في رجله ، فتمنّعوا بعد ذلك الاختلاط ، وافترقوا عن البلد.
هذا كله ، والشريف سعد واقف تحت دار السعادة ، يرتجز (٣)
__________________
صلىاللهعليهوسلم مكة. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١ / ٧٨ ، معالم مكة ٢٢ ـ ٢٣. وعرفه السباعي بقوله : «شعب يتصل بأعلى المعابدة إلى الزاهر ، ويسمى اليوم (خريق العشر).
السباعي ـ تاريخ مكة ١ / ٢٨٨ حاشية (٢). ويذكر الأزرقي أن ثنية أذاخر هي الثنية التي تشرف على حائط خرمان. انظر : الأزرقي ـ تاريخ مكة ٢ / ٢٨٩.
(١) العبيد السبعة الذين دخلوا بيت عتاقي أفندي الذي أخذه من عبد الباقي الشامي.
(٢) هو عبد المحسن بن أحمد بن زيد الذي سيصبح فيما بعد شريفا لمكة.
(٣) الرجز : داء يصيب الابل ترتعش منه أفخاذها عند قيامها. إبراهيم أنيس