كاغلام الشير إليه بالطعام (١) ، ومعه نحو ثلاثة أو أربعة من الأشراف ، ثم لحق بولده ، وساروا حتى وصلوا جبال أبي لهب (٢) ، فكانوا من الأشراف بعيان وهم وقوف حول مضاربهم ، فامتنع الفتيان من القدوم.
فأقاموا الأشراف ثمة ثلاثة أيام. ثم انتقلوا إلى الحميمة ، فلحق بهم الشريف سعد ، ونزل عليهم ، وطرق منازل المشايخ منهم ، فاستعطى منهم ذلك القدر الذي يطلبوه ، فجازه بعد التنزل لهم. فسمحوا له به كرامة لمجيئه إليهم ، والتزم لهم العوض ، وأصلح الأمر على : أن يأخذوا الآن من الشريف سعيد مشاهرة بشهر واحد.
وطلب منهم الدخول معه إلى مكة وملاقاة الشريف ، فدخل معه كبارهم ضحوة النهار في مدة المهلة المأخوذة لهم ، فأضافهم الشريف سعد ذلك اليوم ، وجعل لهم أنواع الأطعمة ، وأقاموا بمكة أياما ، فما وقعوا على طائل ، ولا أفادهم قول هذا القائل. فعند ذلك رجعوا إلى الحميمة.
إلا أن السيد أحمد بن زين العابدين ومن في عملته ، والسيد أحمد ابن حازم ومن في عملته ، ومحمد بن أحمد بن حسين ومن في عملته ، نقضوا ما أبرموه مع القوم ، وبين السيد عبد المحسن ، والسيد عبد الكريم ،
__________________
المعجم الوسيط ١ / ٣٣٠. والمقصود أن الشريف سعد أصبح يرتعش من شدة الموقف.
(١) العبارة غير واضحة ، وأورد أحمد دحلان ١٣١ هذه العبارة بقوله : «والشريف سعد واقف تحت دار السعادة يرتجز كالغلام ، ثم أحضر له طعام ومعه ثلاثة أو أربعة من الأشراف.
(٢) أبي لهب : هو الجبل الواقع بين ريع أبي لهب وريع الكحل ، يشرف على الزاهر غربا وذي طوى شرقا ، وهو جبل وليس كما ذكر هنا جبال. ويقال أن قبر أبي لهب قريب من هذا الجبل. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٧ / ٢٦٨.