خان (١) ، وجلس عند القاضي في شباك المدرسة ، ينظر إلى من يمر ، فأرسل مولانا الشريف بعض الأشراف إلى القاضي ليحفظوه عن الفرار / ، وأمر شيخ الفراشين بأن يدعو الفقهاء ووجوه الناس للقيام بهذا الشأن ، فسبقت العامة إلى المدرسة ، ورجموا الباشا والقاضي بحصي المسجد.
وما كان من السادة الأشراف ، فقال لهم القاضي :
«هذا حاضر ، فليحضر خصمه».
فلما بلغ الخواجا عثمان ذلك ، جاء إلى القاضي ، فلما رأى الأشراف قال : «إن مولانا الشريف بعثني يدعوكم إليه». فخرجوا قاصدين الشريف ، فلما علم أنهم وصلوا الحرم ، أخذ الباشا وخرج به من
__________________
(١) تولى السلطان سليمان خان بن سليم الغازي سنة ٩٢٦ ه ـ ٩٧٤ ه. وفي عهده بلغت الدولة العثمانية أوج عزها واتسعت أملاكها ، وقد أمر بإنشاء أربع مدارس ، تدرس كل منها أحد المذاهب الأربعة ، وتقع في الجهة الجنوبية من المسجد. ووضع حجر الأساس بها عام ٩٧٢ ه. ولم يكمل بناء هذه المدارس إلا في عهد ابنه السلطان سليم بن سليمان خان وهي :
١. المدرسة المالكية السليمانية.
٢. المدرسة الحنفية.
٣. المدرسة الشافعية.
٤. دار الحديث.
انظر : عبد الكريم القطبي ـ أعلام العلماء الأعلام ببناء المسجد الحرام ١١٣ ـ ١١٥ ، ناجي معروف ـ مدارس مكة ، مطبعة الإرشاد ـ بغداد ٢٣ ـ ٢٧ ، عبد الرحمن صالح عبد الله ـ تاريخ التعليم في مكة المكرمة ٧٧ ـ ٧٩ ، محمد فريد ـ تاريخ الدولة العلية العثمانية ١٩٨ ـ ٢٥٢ ، عمر رضا كحالة ـ العالم الإسلامي ، ط ٢ ، دمشق ، ١٣٧٧ ه / ١٩٨٥ م ، ٢ / ٢١٦ ـ ٢٢٠. محمود شاكر ـ التاريخ الإسلامي والعهد العثماني ، ط ٢ ، المكتب الإسلامي ، بيروت ـ دمشق ـ عمان ، ١٤١١ ه / ١٩٩١ م ، ٨ / ١٠٤ ـ ١١٠.