الباب الخارج على باب الزيادة (١) ، ونزل به من الحرم إلى بيته ، فلما رأته العامة تبعته بالرجم ، إلى أن وصل منزله ـ دار الوزير عثمان ـ فجعلت العامة ترجم الدار بالحصى ، وقد غلقت طيقانها ، ثم إن الفقهاء اجتمعوا ، وعرجوا مع الأفندي عبد الله إلى القاضي ، فأمر القاضي بإحضار أحمد باشا ، فامتنع من الحضور ، فادعت الفقهاء أنه خالف الشرع ، فحكم بارتداده وكفره لمخالفته أمر الشرع ، وضربه لمفتي السلطان.
فأخذوا بذلك حجة (٢) ، وطلعوا بها إلى مولانا الشريف ، فأخذها مولانا الشريف أحمد منهم ، ولم يؤذن في هذا اليوم لصلاة (٣) الظهر ، غير أن أئمة الرواتب (٤) صلوا وقامت الجماعة.
ثم نادى المنادي من جهة مولانا الشريف بالأمان ، ونادى مناد آخر بالمسجد لتأمن الأتراك ، ولزم الباشا منزله.
__________________
(١) باب الزيادة هو الباب الموجود في الجهة الشمالية. ويعرف أيضا بالجانب الشامي ، ويعرف قديما باب سويقة. وكان هذا الباب قديما طاقتين ، إلى أن أمر الأمير قاسم ببناء المدارس السلطانية ، ففتح طاقا ثالثا. القطبي ـ أعلام العلماء ١٣٩ ، جمال الدين بن ظهيرة القرشي ـ الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف ، الطبعة الثالثة ١٣٩٢ ه / ١٩٧٢ م ، ٢١٧ ، ٢١٨.
(٢) الدليل والبرهان. وقيل : الحجة ما دفع به الخصم. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٥٧٠.
(٣) خوفا من وقوع قتال بين العامة والأتراك.
(٤) أئمة الرواتب : هم الأئمة المعتمدون من الحكومة للصلاة بالناس. والمقصود هنا أنه لم يتغير في هذا اليوم شيء سوى أنه لم يؤذن لصلاة الظهر. لكن الصلاة جماعة قامت كالعادة ، وصلى بالناس الأئمة المعتمدون للصلاة بهم في المسجد الحرام.