الأماكن. ولم يدخل معه من القبائل إلا من لا يؤمن بيوم المعاد. فما راع الناس صبح يوم الثلاثين من رمضان إلا وهو بالأبطح.
وكان مولانا الشريف عبد الكريم بالرباط من أرض اليمن ـ محل معروف جهة اليمن ـ ولم يكن بمكة من الأشراف إلا شرذمة قليلة.
وكان وكيل الديرة يومئذ السيد محمد بن عمرو بن محمد بن بركات ، فتهيأ بمن معه من الأشراف ، واستعان بعسكر الباشا سليمان ، ومن تلفق بهم من البلد والبدو ، نحو سبعين ألف مقاتل (١). فأطلعوهم على جبال المعلاة المتصلة بالمعابدة ، وجعلوا عسكر مصر الإنقشارية على جبل أبي قبيس ، وركب والي الديرة ومن معه من الأشراف ، وتبطنوا (٢) وادي إبراهيم (٣) المعروف بالخريق ، ومعهم بعض عسكر من جماعة سليمان باشا ، ورموا بالرصاص إلى أن تكاثرت عليهم العربان ، وانتشروا في البلاد والجبال كالجراد.
ونزلت العساكر من مراكزهم ، فملكها حينئذ جماعة الشريف سعد الخارجون عن (٤) طاعة الولاة ، وصار رميهم بالرصاص إلى محل وقوف
__________________
(١) لم يذكر الطبري في الاتحاف ولا أحمد زيني في خلاصة الكلام العدد الذي كان مع محمد بن عمر بن بركات وكيل الشريف عبد الكريم. وبالطبع فهذا العدد مبالغ فيه!!.
(٢) نزلوا إلى بطن الوادي متحصنين به.
(٣) هو الوادي الذي يقع فيه البيت الحرام ، منابعه من بشير غيناء وثبير النصع وجبل الطارقي وحراء ثم يندفع غربا مارا بين الحجون والخنادم ثم بالمسجد الحرام ، ثم بالمسفلة حتى يدفع في وادي عرفة شمالا. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١ / ٢٦ ، السباعي ـ تاريخ مكة ٢ / ٢٦٣ حاشية (٣).
(٤) في (أ) تكرر «عن» مرتين.