الأشراف بالخريق (١).
فلما وصل الشريف سعد إلى (٢) بستان الأزمرلي (٣) ، وهو بستان الخاصكية (٤) ، علمت الأشراف أن لا قدرة لهم عليهم ، فخرجوا من عنده من مكة ، ونزلوا العالم في ربكة (٥).
فدخلها الشريف سعد ضحوة النهار من أعلى مكة من غير مقاومة ولا مقاتلة. غير أن السيد عبد المطلب بن أحمد بن زيد ، واقف على باب داره موادعا لأهله ، فقدر الله عليه ، فجاءته رصاصة ، فسقط من على فرسه ، وذلك بعد دخول عمه الشريف سعد مكة (٦) ، فنقل إلى الحسينية (٧) فمات بها يوم الخميس ، ثالث عيد الفطر ، ودفن رابعه يوم الجمعة بالمعلاة ، وكان له مشهد (٨) ، بكى عليه فيه الخاص والعام ، ونزل مع الجنازة عمه الشريف سعد ، وصلى عليه ورجع إلى داره.
__________________
(١) في أودية الحجاز الغورية يجتمع في مقارن مسر إلى أن يدفعها في وادي قديد في الجنوب. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٣ / ١٢٠.
(٢) في (ج) «سعد بستان».
(٣) في (ج) «الأزرملي».
(٤) من خاصكي : وهو ضابط نظام من ستين ضابطا كانت مهمتهم حراسة السلطان وحمل المحمل الشريف والقيام بكل لوازمه. حسين نجيب المصري ـ معجم الدولة العثمانية ٧٥ ، محمد قنديل ـ التعريف بمصطلحات صبح الأعشى ١١٤. والمقصود هنا أن الشريف سعد وصل إلى بستان الأزمرلي.
(٥) أي أن الناس أصبحوا مضطربين وغير متزني التفكير.
(٦) عن هذا انظر : أحمد زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ١٤١.
(٧) قرية آل زيد التي سبق ذكرها.
(٨) يقصد الناس الذين شاهدوا الجنازة.