ومن الغريب أنه ورد ثاني (١) شهر ذي الحجة على سليمان باشا وهو بجدة ، أمر سلطاني من البحر ، صحبة المراكب المصرية مضمونه :
ـ «ابقاؤه على جدة وزيادة سواكن (٢).
ـ وابقياه على ما في يدك من تفويض أمر الحرمين ، والأمر إليك في ولاية من ترى فيه إلا صلاح للبلاد والرعية ، ولمن يرضاه أهل الحلّ والعقد ، ويروا فيه صلاحه ، وعزل من ثبت فيه فساده».
فبعث سليمان باشا للشريف عبد الكريم يخبره بذلك ، فارتاضت نفسه عند ذلك ، وعلم أن الله ناظر إليه ، فألبس القاصد ، ودق الزير ، وأظهر السرور ، واستفاض الخبر عند (٣) القاصي والداني. ففرح الناس بهذا الأمر.
ثم إن سليمان باشا خرج من جدة ، ونزل طوى ، مع مولانا الشريف ثالث ذي الحجة.
ثم لما كان خامس الشهر : دعى سليمان باشا بالقاضي والمفتي
__________________
(١) في (ج) «ثامن».
(٢) ورثت الدولة العثمانية ممتلكات الدولة المملوكية في كل من مصر والحجاز واليمن ، ثم أخذت في التوسع في الساحل الغربي للبحر الأحمر حيث سيطرت على مصوع وسواكن ، وأطلقت على هذه المنطقة اسم ولاية الحبش رغم أن الحبشة ـ تدخل تحت سيطرة الدولة العثمانية. لكن أطلق هذا الإسم لأنه المخرج لبلاد الحبشة ووضعت هذه الولاية تحت إشراف والي جدة ، وكان يحكمها عن طريق أحد الأغوات حتى عام ١٨٦٥ م. نوال ششة ـ جدة في مطلع القرن العاشر الهجري ٩٠ ـ ٩١ ، محمد ثابت الفندي وآخرون ـ دائرة المعارف الإسلامية ١٢ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣.
(٣) في (أ) «عن». والاثبات من (ج).