جهد جهيد.
وحاول الباشا أن يأخذ له شيئا من التجار للشريف سعيد ، يستعين به ، فما وافقه لا قرضا ولا على الزالة. وأمرهم بالرجوع ، وأن لا يدخلوا جدة لخوف أن يؤذوا أهلها.
فتقرر عنده أن يده مع عبد الكريم وجماعته ، فأرسل إلى ابن عمه عبد المحسن بالحسينية ، وأخبره ، وطلب منه أن ينزل عليه بجدة.
فأتاه ، فتوسل به أن ينزل على الباشا ، ويأخذ له شيئا من المال يستعين به ، أو يحيله على الزالة ، فأبى. ثم التمس منه أن يركب معه لملاقاة سليمان باشا ، فقال له :
«وكيف نقاتل أحد وزراء السلطان»؟. ولم يوافقه.
ثم إنه بعث إلى إيواز بيك ، صاري العسكر (١) المصري ، وإلى الإنقشارية ، [وسائر البلكات ، يشكو من سليمان باشا ، ويستدعيهم إلى قتاله](٢) ، فلم يوافقوه. وبقي في حيرة عظيمة مقلا من المال والرجال ، ففارقه من معه من الأشراف لذلك ، ولما تقدم لهم مع عبد الكريم من العهود والوفاء والمفارقة له ، فذهبوا إلى عبد الكريم.
فلما تكاملت الأشراف عند الشريف عبد الكريم ، انتقل من شعثاء ، ناويا يصبّح سعيدا ، ويأخذه.
فلما استحسّ (٣) بذلك ، أشار إليه ابن عمه السيد عبد المحسن بالرجوع إلى مكة ، فأودعه عزبته ، وسرى من ليلته ، فأصبح ضحوة
__________________
(١) هو إيواز بيك صاحب التجريدة والذي مر ذكره.
(٢) ما بين حاصرتين من (ج).
(٣) في (ج) «استحسر».