النهار بمكة ، وذلك يوم الجمعة تاسع شهر ربيع ثاني (١).
ولما وصل مكة ، أطلق المنادي في شوارعها وطرقاتها ، على أرحام ذوي شنبر ، وذوي جازان ، وذوي بركات [وذوي ثقبة ، ورجاجيلهم :
«أن لا يبات أحد منهم بمكة هذه الليلة ، ومن بات بها](٢) فهو مصلوب ، وبيته منهوب».
فحصل عند طوارف السادة من الخوف ما أوجب أنهم يأوون (٣) بيوت سادتهم داخلين عليهم ، مما يخاف. فركب إليه السيد أحمد بن حازم والسيد حسن بن غالب ، ولاموه على هذا النداء ، وقالوا له :
«هذا لا يكون ، فإنه يتأتى منه سالفة بيننا ، أن كل من خرج من البلد تنهب طوارفه ويقتل ، وهذا أمر لا يمكن الوفاق عليه ، لكونه مضرا بالعالم».
فرجع المنادي عند العصر ينادي بخلاف النداء الأول ، وإن النداء الأول مرجوع عنه ، وعليهم الأمان.
ثم إنهم في يوم الأحد ثاني عشر الشهر (٤) : بعث مولانا الشريف سعيد (٥) ، المفتي ، وجماعة من السبع بلكات ، إلى الشريف عبد الكريم ومن معه ، يطالبهم إلى الشرع ، فركب الجماعة المذكورون (٦) إلى الشريف عبد الكريم ، والتمسوا منه ذلك ، فقال : «سمعا وطاعة».
__________________
(١) من سنة ١١١٧ ه.
(٢) ما بين حاصرتين من (ج).
(٣) في (ج) «يؤون».
(٤) ثاني عشر ربيع الثاني.
(٥) في (ج) «عبد الكريم». وهو خطأ ، والتصحيح يقتضيه السياق.
(٦) في النسختين «المذكورين».