وفي رابع ذي الحجة الحرام دخل مكة بالآلاي والموكب الأعظم من الحجون ودخل الحرم ، وقد فتح البيت الشريف وفرش الحطيم ، وجلس حضرة الشريف ، والسادة الأشراف ، والقاضي ، والمفتيون ، والعلماء ، والفقهاء ، وشيخ الحرم المكي.
ووصل الصنجق من جدة في هذا الموسم الأمير إيواز بيك ونائب الحرم ، وكل من له عادة في الحضور ، ووصل الأغا ، وألبس حضرة الشريف القفطان السلطاني ، وتقلد بالسيف المرصع الوارد صحبة القفطان من الدولة العلية ، وألبس الشريف (١) أغاة القفطان فروا سمورا ، وألبس الصنجق فروا سمورا ، وألبس كل من له عادة في اللبس على ما جرت به العادة من القوانين ، وقرئ (٢) المرسوم السلطاني ، وكان القارئ له صاحبنا الشيخ عباس المنوفي ، ومضمونه :
[بعد](٣) الدعاء ، والثناء ، والوصاية على السادة الأشراف ، والحجاج ، والزوار ، والرعايا والتجار :
«يكون في معلومكم أن الحجة والمحضر (٤) المرسلة من طرف أهالي / ٣٧٣ مكة المشرفة وصلت ، وبعدها وصل / أيضا من طرفكم (٥) ، مكتوب بالصداقة مصحوب ، وعروضات إلى باب دولتنا ، فعرض على سرير سعادتنا خلاصة مفهومها ، فاستدلينا بذلك على حسن سيرتكم ، وصفاء
__________________
(١) في (ج) «وألبس أغاة».
(٢) في النسختين «قرأ».
(٣) ما بين حاصرتين من (ج).
(٤) المحضر الذي أرسله الأشراف مع الوزير سليمان باشا المتقدم ذكره.
(٥) في (ج) «وصل من طرفكم أيضا». تقديم وتأخير. وفي (أ) تكرر لفظ «من» مرتين.