فلما كان يوم (١) الخميس تاسع شهر رجب الفرد الحرام : وصل المراسيل ، وأخبروا أن الشريف سعيد وصل بقومه إلى دوقة ، وهي ـ منزلة من مناهل اليمن ـ ، وقصده مكة.
فأرسل الشريف بعض إخوانه إلى مشائخ العربان ، من قريش وثقيف وهذيل وبني سعد ولحيان (٢) وعتيبة وبشر (٣) ، لأجل السير معه ، فوصل إليهم أخو الشريف ، وطلب منهم المشي صحبته. فأجابوا لذلك ، فوصلوا جميعا / وألبسهم الجوخ (٤) على حكم القواعد ، وقال لهم :
«ارجعوا إلى بلادكم». وأوعدهم على وقت (٥). وقال لهم :
«تحضرون عند وصول الداعي إليكم».
فامتثلوا أمره ، وتوجهوا على هذا.
فلما كان يوم السبت ثامن عشر (٦) الشهر المذكور (٧) : دخل مكة أول السيارات (٨) التي طلبهم مولانا الشريف وهم حرب وبشر. وكان
__________________
(١) في (أ) تكرر «يوم» مرتين.
(٢) لحيان بطن من هذيل بن مضر ، وديارهم ما بين مكة ومر الظهران ، وتسمى اللحيانة. عنهم انظر : البلادي ـ معجم قبلئل العرب ٢ / ٤٢٦ ـ ٤٢٧.
(٣) بشر ، بطن من ولد عبد الله من بني عمرو ، ومن مسروح من حرب. ديارهم بين مر الظهران وعسفان. انظر : البلادي ـ معجم قبائل العرب ١ / ٣٧.
(٤) جمعه أجواخ ، وبالتركية جوقة : نسيج من صرف صفيف يكسى به. رينهارت دوزي ـ تكملة المعاجم العربية ٢ / ٣٢٨.
(٥) أي واعدهم على تاريخ معين.
(٦) في النسختين «ثامن عشرين». والاثبات من المحققة لسياق التواريخ فيما بعد.
(٧) رجب.
(٨) في (ج) «السيرات». ومعنى السيارات : القوم يسيرون على الفرقة. وأيضا الجماعة. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٢٥٢.