علي باشا ، صحبة مصطفى أفندي ديوان كاتب ، مضمونه :
«أن نصوح باشا الشام ، أرسل إلينا كتابا ، يشكو فيه من طرفكم نوع برودة وعدم ملاطفة ، فاستغربنا من ذلك لعلمنا بحسن سريرتكم (١) ، وصفاء طويتكم وسيرتكم. فلم التفتنا (٢) إلى كلامه ، غايته أن القصد من جنابكم ـ كما هو المأمول من شرف شجرتكم وطينتكم المباركة ، أن تزيلوا ما هناك من البرودة ـ على فرض الوقوع ـ وتبدلونه بحسن الملاطفة والمؤانسة ، كما هو العشم في صدق محبتكم ، وخلوص مودتكم». إلى آخر ما ذكر.
ثم إن السيد زين العابدين اجتمع بإبراهيم بيك أمير الحاج ، وفاوضه في جميع أموره. فوجده من طرف الشريف بالمال والرجال ، وأخبره الأمير :
«أن في رمضان المعظم ، شاع عندنا بمصر أن نصوح باشا عرض في الشريف عبد الكريم يشكو منه ، وبرز إليه أمر بالتفويض ، فاجتهدنا وعرضنا (٣) نحن وصاحب مصر حسن باشا إلى الدولة العلية بطلب الاستمرار لحضرة الشريف ، وأن ما سمعناه من تفويض الحرمين لنصوح باشا أو غيره يحصل في ذلك غاية التعب على الحجاج والمسلمين ، وطلبنا المبادرة بالجواب. فوصل إلينا أنه (٤) لم يقع شيء من ذلك ، وأن جميع ما سمعتموه كذب».
__________________
(١) في (أ) «سيرتكم». والاثبات من (ج).
(٢) هكذا في النسختين. أي لم نلتفت.
(٣) في (ج) «أي غرضنا».
(٤) في (ج) «بانه».