فحصل عند السيد زين العابدين بهذا الخبر غاية السرور التام ، فكتب هو وأمير الحاج كتبا بموجب ذلك ، وأرسلوها مع نجاب لحضرة الشريف ، فكانت في غاية المطلوب.
ودخل (١) موسم هذه السنة (٢).
فلما كان يوم السبت غرة شهر ذي الحجة : وصل السيد زين العابدين مكة ، من عند (٣) الأمير ، وصحبته جوخدار الوزير ، وكتخذا الأمير ، والوجيه الشيخ عبد الرحمن ، ابن صاحبنا الشيخ عباس المنوفي ، وطلع إلى ملاقاتهم إلى طوى السيد يحيى بن بركات ، وصنوه السيد عبد الله وأولادهما ، وبعض السادة الأشراف ، وخيالة الشريف. ومشوا صحبته إلى أن وصلوا بيت مولانا الشريف ، وصحبتهم المكاتيب الواردة من الصدر الأعظم الوزير علي باشا صحبة الجوخدار ، ومضمونها :
«إبطال ما في نفس نصوح باشا من التصرف في الحرمين الشريفين».
فحصل بذلك تمام الفرح للمسلمين.
وفي ثالث الشهر (٤) المذكور : وصل نجاب من أمير الحاج إبراهيم بيك يخبر :
«أن نصوح باشا لحقنا في بندر بدر ، فعند نزوله شدّينا ، ونزلنا بندر رابغ ، فأخذنا مرحلتين في مرحلة ، لأجل السعة واكتفاء للشر ،
__________________
(١) في (ج) «ثم دخل».
(٢) ١١٢١ ه.
(٣) في (أ) «صحبة الأمير». والاثبات من (ج). ويؤيد ذلك سياق الأحداث.
(٤) ذي الحجة.