وفي يوم الخميس عشرين ذي القعدة : برز الشريف إلى المنحنى ، بعسكره وعسكر مصر ، والسادة الأشراف ، وإبراهيم باشا في مخيمه ، وأرسل من يكشف له حقيقة (١) / قوم الشريف سعيد ، ويأتونه بالخبر.
وفي يوم السبت ثاني عشرين الشهر المذكور (٢) : وصل المراسيل وأخبروه أن الشريف سعيد وصل إلى شداد (٣).
فعند ذلك (٤) أمر بدق الزير ، وأصرف على العسكر جامكية نصف شهر ، واجتمع الأشراف والعساكر. وبعد الظهر ركب وتوجه إلى عرفة ، فوجد الشريف سعيد نازلا بها ، فبات كل منهما.
وعند الصباح وقع الرمي بين الفريقين بالبندق ، واستمرا في الحرب إلى آخر النهار ، ووقع الصواب في الجيشين ، وقتل البعض من العسكرين.
ثم إن الأشراف دخلوا بينهم بالكف عن الحرب يوم الاثنين والثلاثاء ، فانتقل الشريف سعيد إلى الشريعة (٥) ـ بلاد ذوي جازان ـ والشريف عبد الكريم جلس مقابلا له بينهما مسافة ساعة.
فركب السيد عبد المحسن بن أحمد إلى الشريف سعيد وقال له :
__________________
(١) في (أ) «حقيته». والاثبات من (ج).
(٢) شهر ذي القعدة.
(٣) شداد : بلدة زراعية في وادي نعمان يمر بها الطريق بين مكة والطائف على طريق كرا. عنها انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٥ / ٢٣.
(٤) سقطت من (ج).
(٥) الشريعة : يقصد بها الشرائع لأنها على لفظ جمع شريعه ، وهي عين بوادي حنين على مسافة ٢٨ كيلا من مكة المكرمة. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٥ / ٣٠.