«يا سيدي طلبنا الكف عن الحرب بينكما يومين ، وقد مضت ، والآن قصدي أن تكون الأجلة إلى ثالث عشر ذي الحجة ، فإن كان الأمر السلطاني جاء إليك ، فتكون هذه المدة للشريف عبد الكريم ، وإن كان الأمر على حالتها فتكون هذه الأجلة لك».
فتم الأمر بينهم على هذا.
فركب الشريف عبد الكريم بمن معه وجميع من عنده ، ونزل في بستان الوزير عثمان حميدان ، واستمر في البستان من ظهر يوم الثلاثاء إلى [صبح](١) يوم الخميس.
وفيه طلع إليه جميع عسكره ، والسادة الأشراف ، لقصد نزوله بالآلاي على جري العادة ، ما عدا عسكر مصر الإنقشارية والمتفرقة ، فإنهم تأخروا عن الطلوع ، وحيروا بقية الخمس بلكات عندهم على طريق القهر لموجب ما رتبوه من الهوى والغرض.
وسبب ذلك :
أن السيد محمد بن عبد الكريم (٢) نزل البلد في مدة الأجلة بصورة الفرمان ، وبيت الأمر ليلا مع الإنقشارية والمتفرقة وقاضي الشرع :
«أن في غد خروج العسكر لأجل الآلاي ، يجتمعون عند القاضي ، ونسجل صورة الأمر ، وننادي في البلاد للشريف سعيد». فكان الأمر كذلك (٣).
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) السابق ذكره ، والذي أراد أن يسجل الأمر الوارد للشريف سعيد عند القاضي بواسطة عسكر الإنقشارية.
(٣) انظر : محمد علي الطبري ـ الاتحاف ٢ / ٢١١.