«إنك ترحل وتأتي إلى الخيف». ـ المحل الذي هم حفظوه ، وجلسوا لنصوح باشا فيه ـ ، فعند ذلك رحل ، ونزل عندهم.
وفي هذا اليوم حير الشريف على الوجيه الشيخ عبد الرحمن بن صاحبنا الشيخ عباس المنوفي ورده من وطاق (١) أمير الحاج ، ومنعه من التوجه إلى مصر ، بعد أن سافرت جميع أسبابه وجيشه ، وتخلف وحده ، وأقام إلى العام القابل ، ووقع له العقل (٢) بواسطة بعض الناس.
وما كان من نصوح باشا ، فأصبح ثامن عشر الشهر المذكور زعق نفيره من مكة ، ورحل لقصد ادراك أمير (٣) المصري ، وجدّ في السير أيضا ، وأدركه ففاته جميع ما رتبه من سلوك أمر معه ، فما وصل بندر بدر إلا وحده في جوف الشريف عبد الكريم وقلب حرب ، وصار في حصن حصين.
فلما علم نصوح باشا فوات غرضه ، وعجز عن تحصيل مراده من يوسف بيك أمير المصري ، ندم غاية الندم ، ثم قبل قيامه من بدر وصل إليه السيد محمد عبد الكريم ، والسيد عبد المعين بن محمد ، والسيد سليم ابن عبد الله الذين أرسلهم مولانا الشريف سعيد إلى عرب (٤) حرب لتوفيق الحال بينهم وبين نصوح باشا ، فأخبره :
«أننا وصلنا إليهم ، وعرفناهم بأنكم تترفعوا عن الطريق ، وتخلوا الحاج الشامي يتعدى.
__________________
(١) الوطاق : المخيم : أي مخيم أمير الحاج. النهروالي ـ البرق اليماني ٧٥.
(٢) العقل : الاعتقال والحبس.
(٣) في (ج) «الأمير المصري».
(٤) في (ج) «عروب».