فأجابوا بالسمع والطاعة. وقالوا :
نحن عبيد السلطان ، وخدام هذا الدرب الشريف.
غايته أن الباشا مراده قطعنا ، وقطع نخلنا وأملاكنا من غير موجب ، فما نسلم في ذلك حتى ما يبقى واحد منا. وإن كان مر من غير ضرر علينا في أمر / من الأمور ، فما يحصل له من طرفنا شيء من المخالفات جملة كافية. وتعاهدنا نحن وإياهم على هذا. فأنت شدّ ونحن نمشي معك ، فما يحصل منهم خلاف (١)».
فطلب الباشا عشرة أنفار من مشايخهم ضمائن ، فأرسلوا لحرب وعرفوهم بذلك. فما وافقوا على هذا.
وأيس الباشا من بلوغ مراده منهم ، فعند ذلك قيّل في بدر ، وبات ، وأصبح زعق نفيره ، ورحل من طريق آخر غير الجادة ، ودخل من العلو بعد التعب الشديد والعطش والمشقة.
وفي هذا الموسم : توجه بهدية مولانا الشريف إلى الدولة العلية السيد محمد بن السيد عيسى المدني ، صحبة الحاج الشامي.
__________________
(١) سقطت من (ج).