ولما كان يوم الخميس السابع عشر من جمادى الأولى : طلع صاحب جدة ، ومعه الأغا الوارد مع السيد حسن الحارث السابق ذكره ، بعد أن لبس خلعة وردت عليه بجدة ، فنزل بالزاهر بالقرب من مولانا الشريف.
ولما كان يوم الجمعة الثاني عشر من جمادى الأولى : ورد مولانا السيد محمد بن أحمد الحارث مكة من نجد (١).
وفي يوم الأحد الثامن والعشرين من جمادى الأولى : انتقل مولانا الشريف أحمد من الزاهر إلى المعابدة (٢) ، ونزل ببستان الخواجه عثمان حميدان ، وانتقل معه صاحب جدة ، فنزل في وطاقه (٣) عند بستان جانيبك على يسار الصاعد إلى منى.
وفي يوم السبت الحادي عشر من جمادى الأخرى : عزم القائد سنبل ـ وزير مولانا الشريف ـ وحاكمه ـ مولاه الأعظم ومالك رقه الأفخم ـ إلى منزله دار مولانا الشريف ثقبة بن أبي نمي ، واحتفل له بحيث أنه ضبط ما قدمه له من الهدية ، فبلغت عشرة آلاف قرش ـ كذا أخبرني من لا أتهمه (٤). فخرج من عنده ليلا وطلع إلى البستان بالمعابدة.
ولما كان ليلة الإثنين الثالث عشر من جمادى الأخرى : اختصم بعض العجم مع زوجته ، فدخل الأعجمي على مولانا السيد بشير بن مبارك بن
__________________
(١) انفرد السنجاري بذكر هذا الخبر.
(٢) المعابدة : حي من أحياء مكة وهو الذي يعرف بالأبطح ويشتمل على أحياء كثيرة أشهرها : الخانسة ، الجعفرية ، الجميزة. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٨ / ١٩٠.
(٣) في مخيمه ، لأن الوطاق المخيم. النهروالي ـ البرق اليماني ٨٠.
(٤) قد يكون لم يصرح باسمه حتى لا يؤذيه.